في الوقت الذي رفض فيه جناح من المعارضة السورية "شعار إسقاط النظام" ودعا إلى الحوار، اتخذ مشهد الأحداث في سورية منحنى خطيرا، حيث شكل اغتيال طبيب شهير من الطائفة العلوية في حمص أمس تخوفا في الشارع السوري من فتح باب الاغتيالات في البلاد على أساس طائفي. واعتبرت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية (معارضة) أمس أن"شعار إسقاط النظام" مطلب غير واقعي، ودعت "السلطة والمعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار"، حسبما أعلن أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين قدري جميل في مؤتمر صحفي عقدته الجبهة أمس. ورفض جميل "التدخل الخارجي في سورية لضمان استمرار الحركة الشعبية"، منتقدا المنادين بإسقاط النظام. وفي تطور خطير في سير الأحداث الاحتجاجية منذ أكثر من ستة أشهر, شهدت مدينة حمص أمس اغتيال الدكتور حسن عيد رئيس قسم جراحة الصدر في المشفى الوطني بحمص، برصاص مجموعة إرهابية مسلحة, حسبما ذكرت (سانا). وشكل هذا الحدث قلقا واستنكارا لدى الشارع السوري, بل وساد تخوف من أخذ الأحداث إلى مجرى خطير بحيث تبدأ سلسلة اغتيالات خاصة للكوادر العلمية في كل طائفة لينشب معها الاقتتال الطائفي. وفي السياق، أفادت مصادر سورية أن الجيش عزز انتشاره على الحدود الشماليةالشرقية للبنان، بعد محاولات عدة قام بها سوريون في المنطقة للهروب باتجاه الأراضي اللبنانية. وقالت المصادر إن التعزيزات تركزت في محيط مدينة القصير السورية وفي المنطقة الواقعة قبالة المعبر الحدودي في بلدة القاع اللبنانية في سهل البقاع (شرق). ورصدت الأممالمتحدة نزوح أكثر من 3700 سوري إلى شمال لبنان منذ مارس الماضي، علما أن النظام السوري يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له ما أدى إلى مقتل 2700 شخص على الأقل وفق تقارير الأممالمتحدة. من جهة أخرى، يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان خلال أيام مخيمات اللاجئين السوريين في محافظة هطاي الحدودية مع سورية جنوب تركيا. وقالت مصادر مطلعة إن العقوبات التركية الجديدة والخاصة بتوسيع نطاق الحظر الجوي ضد الطيران العسكري السوري سيبدأ سريانها عقب زيارة إردوغان للمخيمات.