فاجأ الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مواطنيه والمراقبين بعودته إلى اليمن فجر أمس، ودعوته إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة في البلاد، فيما دعته واشنطن صراحة للتنحي وبدء عملية انتقالية للسلطة. وأعادت عودة صالح خلط الأوراق من جديد في الساحة السياسية اليمنية، إلا أنها منحت أنصاره دفعة قوية من الحماس، حيث احتشدوا بالآلاف في ساحة السبعين في إطار جمعة "الثبات على الحق". وفي المقابل احتشد عشرات الآلاف من المناوئين للنظام بالعاصمة صنعاء في إطار جمعة "واثقون من نصر الله"، حيث توافدوا من ساحة التغيير والعديد من أحياء العاصمة لأداء صلاة الجمعة وتشييع جثامين أربعين من "شباب الثورة" سقطوا خلال الأيام الماضية. وفي أول رد فعل دولي على عودة صالح، دعا البيت الأبيض الرئيس اليمني إلى "بدء عملية انتقالية كاملة للحكم". وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني للصحفيين "في ضوء عدم الاستقرار الراهن في اليمن نحث الرئيس صالح على البدء بعملية انتقالية كاملة للحكم والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام في إطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي". ومن جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نالاند "نود أن يتحرك اليمن إلى الأمام". وتابعت "سواء كان الرئيس صالح في البلاد أو خارجها، فهو قادر على إحداث ذلك عبر التنحي عن السلطة والسماح للبلاد بالمضي قدما".