دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس، إثر عودته إلى العاصمة صنعاء بشكل مفاجئ بعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة أشهر إلى هدنة لوقف الاشتباكات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع بين كل الأطراف السياسية، مؤكدا أن الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع، وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن، حسبما أعلن مسؤول في القصر الرئاسي لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال المسؤول إن «الرئيس يدعو جميع الفرقاء السياسيين والعسكريين إلى وقف إطلاق النار». وأضاف أن صالح يعتبر أنه «لا يوجد حل آخر سوى الحوار والمفاوضات من أجل وقف إراقة الدماء والتوصل إلى تسوية». وعاد صالح في وقت مبكر من العاصمة السعودية الرياض؛ حيث تلقى علاجا غداة إصابته في هجوم استهدف قصره الرئاسي في صنعاء، الثالث من يونيو الماضي. وتأتي عودته المفاجئة بالتزامن مع أعمال عنف ومواجهات بين مؤيديه ومعارضيه تشهدها صنعاء منذ الأحد الماضي، أوقعت أكثر من 100 قتيل. وكان نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي أعلن وقفا لإطلاق النار سرعان ما انهار. من جانبه، أكد نائب وزير الإعلام اليمني أن الحديث عن تنحي الرئيس صالح غير وارد وما هو إلا كلام أطلقته المعارضة. وأوضح مصدر ملاحي أن صالح وصل إلى مطار صنعاء الخامسة فجرا. ميدانيا، شهد حي الحصبة اشتباكات عنيفة بين القبائل المناصرة للمتظاهرين، وبين قوات الأمن التابعة للرئيس صالح. وقصف الجيش اليمني بشدة ساحة التغيير في صنعاء فيما قتل شخص وأصيب أربعة آخرون في قصف لمناطق مختلفة بتعز. وكانت حصيلة القتلى في صنعاء، أمس، ارتفعت إلى 16 قتيلا، إضافة إلى أكثر من 50 جريحا. وعلى صعيد آخر، نفت وزارة الداخلية اليمنية توجيهها أي دعوة للسكان في مناطق المواجهات بصنعاء بإخلاء منازلهم. واتهم مصدر أمني يمني في تصريح للموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية أن العناصر المسلحة التابعة لحزب الإصلاح اليمني المعارض وقوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة، بترويج شائعات وسط السكان في تلك المناطق بإخلاء منازلهم من خلال إبراز منشورات مزورة على أنها صادرة من الوزارة والجهات الحكومية ذات العلاقة. ودعا المصدر السكان من أصحاب العقارات والمباني والمنازل السكنية بصنعاء إلى عدم تصديق تلك الشائعات والتي تهدف العناصر المسلحة من ورائها لاحتلال المباني واستخدامها في قنص السكان والمارة وتحويلها إلى مواقع للقنص ومتاريس تستخدمها في الاعتداءات ضد أفراد القوات المسلحة والأمن حسب تعبيره. من جهة أخرى، حث البيت الأبيض الأمريكي الرئيس اليمني على الإعداد لانتخابات رئاسية وتسليم السلطة، قبل نهاية العام. وقال المتحدث جاي كارني في إشارة إلى التوترات الجارية: «نحث الرئيس صالح على بدء نقل كامل للسلطة والإعداد لانتخابات رئاسية تجري قبل نهاية العام». وأضاف «الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق طريقا نحو مستقبل أفضل». كما حثت وزارة الخارجية الأمريكية الرئيس صالح للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي والتخلي عن الحكم. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند: «نريد أن نرى اليمن يمضي إلى الأمام على أساس مقترح مجلس التعاون الخليجي سواء كان الرئيس صالح داخل البلاد أو خارجها».