وسط استمراره حركة دبلوماسية واسعة في مسعى منه لتجنيد أوسع تأييد دولي للمطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأممالمتحدة، تابع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بارتياح المسيرات الشعبية التي خرجت في الضفة الغربية تأييدا لقرار القيادة الفلسطينية التوجه إلى الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن "خروج الجماهير الشعبية المؤيدة لحركة الرئيس عباس السياسية في الأممالمتحدة هو استفتاء شعبي ووطني تعبر فيه الجماهير عن موقفها الذي يؤيد الرئيس والقيادة الفلسطينية في مسعاها لنيل حقوقها". وأضاف "هذا هو الإنجاز وهذا هو الانتصار الكبير لأنه وسط الثورات الشعبية العربية فإن الجماهير الفلسطينية تؤيد الحراك الفلسطيني وتؤيد هذه المواقف الوطنية المقاتلة رغم كل الضغوط التي يتعرض لها الرئيس عباس لعدم الذهاب إلى مجلس الأمن". وأشار أبو ردينة إلى أن "عباس أجرى سلسلة لقاءات في نيويورك في ال48 ساعة الماضية مع مجموعة كبيرة من القيادات العربية والأوروبية والأميركية "وكان موقفه واضحا وهو أن الشعب الفلسطيني يريد إنهاء الاحتلال وأن الشعب الفلسطيني يقف وراء قيادته في هذا المسعى". وفي سياق آخر شن المرشح الرئاسي الجمهوري في الولاياتالمتحدة ريك بيري هجوما بالغ العنف على مواقف الرئيس باراك أوباما من إسرائيل، قائلا إن تلك المواقف هي التي شجعت الفلسطينيين على اللجوء إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بدولتهم. وقال بيري الذي يشغل الآن موقع حاكم ولاية تكساس ويحتل الموقع الثاني على قائمة الجمهوريين المرشحين لخوض الانتخابات المقبلة في مؤتمر عقد بنيويورك وخصص لأنصار حزب الليكود في الولاياتالمتحدة إن مسؤولية تصويت الجمعية العامة لصالح الفلسطينيين تقع بالكامل على ما وصفه بالسياسة الساذجة التي اتبعتها إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط. وكان المرشح الجمهوري الأوفر حظا في منافسة أوباما حاكم ماستشوستس الأسبق ميت رومني قد قال قبل إلقاء خطاب بيري بساعات إن على الولاياتالمتحدة أن تعد ردا حاسما على الفلسطينيين إذا ما طلبوا حقا التصويت على عضوية دولتهم. وأضاف أن أوباما هو المسؤول الأول عن الأزمة الدبلوماسية التي تتابع فصولها الآن في الأممالمتحدة. ويأتي ذلك وسط حالة من الحمى الإعلامية تنتاب الصحف ومحطات التلفزيون لتشويه مغزى لجوء الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة ولمنع الأسئلة الصحيحة من أن تطرح لتكشف في الحقيقة إنكار إسرائيل لأبسط حقوق الفلسطينيين الإنسانية والوطنية. إلا أن الحملة الديبلوماسية في مجلس الأمن والجمعية العامة تتجاوز في حدتها ما يشهده الإعلام الأميركي. فقد قالت تقارير أولية إن نيجيريا تراجعت عن دعم الموقف الفلسطيني وقررت الامتناع عن التصويت وذلك بعد اجتماع أجراه وزير الدفاع إيهود باراك مع رئيسها. فضلا عن ذلك فإن ضغوطا ضخمة تمارس على جابون الآن لحملها أيضا على الامتناع عن التصويت بعد أن كانت قد وعدت الفلسطينيين بدعم موقفهم. ويحتاج الفلسطينيون إلى تسعة أصوات لدعم طرح مشروع القرار للتصويت وذلك من أعضاء المجلس الذين يبلغ عددهم 15 عضوا.