مؤخراً تلقى عدد من الكُتاب والمحللين والنشطاء في أوساط اليهود في الولاياتالمتحدة رسالة الكترونية بعث بها عدد من مسؤولي البيت الابيض ومتعهدي الحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين بعنوان «في حال فشلت». وقد تضمنت هذه الرسائل روابط لمقالات وتقارير تضمنت الكثير من التأييد لاسرائيل من هذا المرشح أو ذاك. وفي هذه الايام التي تشهد الاستعدادات الاولية للانتخابات الرئاسية الاميركية للعام 2012 ،بدأ المرشحون سباقهم للرئاسة بالتعبير بهوس كبير عن محبتهم لاسرائيل وكأنهم في مسابقة «من يحب إسرائيل أكثر». ورغم جميع المواضيع الخلافية تظل اسرائيل الورقة الرابحة لكسب ود الجالية اليهودية في اميركا ، والكثير من مؤيديها. وفي كل موسم انتخابي يظهر على السطح دائماً مسألة الدعم المالي ، ذلك لان عدداً لا يُستهان به من اليهود يعتبرون من ممولي الاحزاب في الولاياتالمتحدة وخاصة الحزب الديموقراطي. ولصعوبة السباق الانتخابي لا يوفر المرشحون أي وسيلة للفوز. وأرسلت دانيئيل بوريح مسؤولة العلاقات والتنسيق بين البيت الابيض والجالية اليهودية لجميع المسجلين في قائمتها البريدية رابطاً لموقع جديد للبيت الابيض على الانترنت ، ومن ضمن مواد الموقع جزء من كلمة للرئيس باراك اوباما حول الشرق الاوسط والذي أكد فيه فشل جميع مساعي الفلسطينيين لنزع الشرعية عن دولة اسرائيل. كما تضمن الموقع تفصيلاً لمواقف الرئيس - التواق للفوز بولاية ثانية - حول النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ، وتأكيداً على أن اوباما أوضح أنه لا يتوقع ان تدخل إسرائيل في مفاوضات مع حماس التي تطمح لتدميرها. كذلك تم تجنيد رئيس بلدية شيكاغو وأقرب مساعدي اوباما السابقين رام عمانويل في هذه الحملة الدعائية ، فقد نشر عمانويل مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست» أسهب فيه في شرح وتوضيح موقف الرئيس اوباما من إسرائيل. وقال «أنا واحد من الذين يدركون جيداً اشتياق إسرائيل للسلام ، وسبق ان خاطر مسؤولوها كثيراً ولا زالوا مستعدين لذلك لو وُجد شريك في العملية السياسية ، واعترفت دول المنطقة بدولة إسرائيل اليهودية داخل حدود آمنة معترف بها». وأضاف عمانويل في مقاله «إن الرئيس أوباما يدرك التغييرات الديموغرافية في الشرق الاوسط ، والتي تقف عائقاً أمام حل الدولتين ، ولذلك لا يمكن للميزان المختل القائم حالياً أن يستمر». وأكد عمانويل أن سمع اوباما يقول في خطابه حول الشرق الاوسط أنه ملتزم بدعم أمن إسرائيل وازدهارها ، وتأكيده بأن العلاقات مع إسرائيل راسخة ، كما أنه لا يمكن حل الصراع عبر الخطوات الاحادية ، ولا التصويت في الاممالمتحدة ، بل عبر المفاوضات بين الطرفين. وقال عمانويل في مقاله «أنه في الوقت الذي تتزايد فيه عزلة إسرائيل في العالم ، يكافح رئيسنا ضد كل الجهود الرامية لاضعاف إسرائيل ونزع شرعيتها دولياً ، ومن ضمن ذلك امتناع الولاياتالمتحدة من المشاركة في مؤتمر ديربان 2 الذي كان يسعى لادانة إسرائيل». وعدد عمانويل عدداً من الاجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة لصالح إسرائيل كحشد التأييد الدولي لتشديد العقوبات على إيران ، ورفضها لتقرير غولدستون ، وسعي اوباما الحثيث لاعادة الروح لعملية السلام التي نتمنى أن تضمن لاسرائيل أمنها على المدى الطويل. ومؤخراً اضطرت إدارة اوباما لتبرير قرارها عدم المشاركة في مؤتمر «ديربان 3» المقرر إقامته في سبتمبر في الاممالمتحدة بنيويورك ، خاصة بعد الانتقادات الحادة التي تلقتها من منظمات حقوق الانسان ، التي تقول إن إدارة اوباما تخلت عن حقوق الانسان من أجل إسرائيل. كذلك فان عدم مشاركة الولاياتالمتحدة في «ديربان 3» يفسح المجال أمام احمدي نجاد وأمثاله. في المقابل تشهد واشنطن حالياً اجتماعاً كبيراً ل»ائتلاف النزاهة والحرية»الذي يشارك فيه مرشحون بارزون للرئاسة الاميركية من الحزب الجمهوري المؤيدين بشدة لاسرائيل. وقالت نائبة الكونغرس الجمهورية المحافظة خلال الاجتماع إن اوباما خان أكبر اصدقائنا وحليفتنا الاولى .. إسرائيل. وأضافت تقول «لقد قال اوباما لاسرائيل بأن عليها التنازل عن مزيد من الاراضي والانكفاء داخل حدود العام 1967، و أن تتقاسم الارض مع دولة أخرى فلسطينية لا تعترف حتى بحق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها. إن على أميركا أن تفعل ما فعله رؤساؤها السابقين منذ هاري ترومان وحتى الآن ، وهو الوقوف الى جانب إسرائيل». نتاشا موزغافيا صحيفة هآرتس