قتل خمسة اشخاص أمس في قصف نفذته القوات الحكومية على مدينة تعز ثاني كبرى المدن اليمنية وفي اطلاق للرصاص، في الوقت الذي تهدد فيه الاشتباكات بإفشال اتفاق نقل السلطة في البلاد. وفي غضون ذلك تستمر الاحتجاجات في العاصمة صنعاء مطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح. وافادت مصادر طبية وشهود ان ثلاثة افراد من عائلة واحدة قتلوا في القصف الذي نسب الى القوات الحكومية فيما قتل مسلحان معارضان للحكومة بالرصاص في اشتباكات مع القوات الموالية. ونقلت الجثث الخمس الى مستشفى الروضة الميداني في وسط تعز الذي تسيطر عليه المعارضة. وبإضافة قتلى أمس يصل عدد القتلى جراء الاشتباكات والقصف من جانب القوات الحكومية خلال الايام الثلاثة الاخيرة الى 30 شخصا، بعد مقتل تسعة اشخاص بينهم فتاة صغيرة وجنديان وعقيد أول من أمس. وجاء تصاعد العنف عقب مطالبة نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي في وقت متأخر من ليل أول من أمس بوقف النار والتفاوض من اجل سحب القوات والميليشيات من المدينة. ووجه هادي "محافظ محافظة تعز واحزاب اللقاء المشترك المعارض بسرعة وقف اطلاق النار في تعز. كما وجه ب"تشكيل لجنة لسحب القوات العسكرية وقوات المليشيات المسلحة والعمل من اجل استتباب الامن والاستقرار في المدينة على ان تكون اللجنة مشتركة من الجانبين وتشرف على سحب القوات فورا وعلى الجميع الالتزام بهذا". وتضع أحداث تعز المبادرة الخليجية في أول اختبار جدي لها، بعدما اشتدت وتيرة الهجمات الحكومية على المدينة. كما تهدد الأحداث بعرقلة تشكيل الحكومة الائتلافية، التي من المقرر أن يتم الإعلان عنها قريبا جدا. واتهم معارضون ووجهاء في تعز نظام الرئيس صالح بإرسال تعزيزات عسكرية للمدينة "سعيا لإشعال حرب شاملة". وقال الشيخ حمود المخلافي، وهو من وجهاء المحافظة المؤيدين للثورة الشبابية، إن نظام صالح قام بإرسال قوات عسكرية من محافظات مجاورة إلى تعز، بالإضافة إلى مئات "البلاطجة" والمسلحين لإثارة الفوضى والحرب .وطالب ب"إرسال لجان مراقبة عربية ودولية للإطلاع عن قرب على انتهاكات تلك القوات بحق المدنيين بعدما حولت أكثر المرافق العامة والمدارس إلى ثكنات عسكرية". وكان مسلحون مناهضون لنظام صالح اعترضوا رتلاً عسكرياً كان قادماً من محافظة ذمار باتجاه تعز. وقال ناشطون إن "حراس الثورة دمروا دبابة وأرغموا بقية القوات على العودة إلى مواقعها السابقة". من جهته حذر الجيش المؤيد لثورة الشباب "من تمادي نظام الرئيس صالح في قصف تعز"، داعياً نائب الرئيس للقيام بواجبه في وقف نزيف الدم وكبح جماح العنف. في غضون ذلك استمرت قوات الحرس الجمهوري بقصف منطقتي نهم وأرحب، شمالي صنعاء. وقالت مصادر قبلية أن ثمانية قتلى هم حصيلة القصف العنيف بالطيران على مناطق أرحب منذ التوقيع على المبادرة الخليجية قبل أكثر من عشرة أيام. وخرجت تظاهرات في كل من صنعاء، تعز وحضرموت وشبوة للتضامن مع تعز وللمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس صالح.