يغادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم إلى نيويورك للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقديم طلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية الجمعة المقبل. وأشارت مصادر فلسطينية مطلعة إلى أن الولاياتالمتحدة التي تصرعلى استخدام (الفيتو) ضد الطلب تخشى أن يؤدي ذلك إلى إلحاق أضرار بصورتها في العالم العربي، وكان مسؤولون أميركيون قد أبلغوا عباس أن الخطوة الفلسطينية لها تأثيرات سالبة على المصالح الأميركية، ورد عباس بالقول "ما هو بديلكم؟" فطرحوا عليه العودة إلى المفاوضات خلال فترة لا تتجاوز ستة أسابيع على ألا تستمر لأكثر من عام، بيد أن الجانب الفلسطيني رفض ذلك العرض. ويرى مراقبون أن واشنطن تميل إلى استخدام خيارات أخرى قبل الفيتو، وأنها لجأت بالفعل إلى دول أعضاء في مجلس الأمن لإقناعها بعدم قبول عضوية فلسطين. وينص النظام الداخلي في مجلس الأمن على أن قبول أي طلب عضوية يتطلب موافقة 9 من الدول الأعضاء وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية في المجلس للفيتو ضد الطلب، وفي حال كان القرار إيجابياً يحال الطلب للجمعية العمومية للمصادقة عليه بعد موافقة ثلثي أعضاء المجلس، أي 129 دولة. وبحسب مصادر فلسطينية فقد وافقت 7 من الدول الأعضاء في مجلس الأمن على التصويت لصالح الطلب، وتجري الاتصالات مع ثلاث دول هي الجابون ونيجيريا والبوسنة لنيل موافقتها. وفي حالة رفض الطلب في مجلس الأمن فإن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على وضع "دولة غير عضو" وهو ما يتطلب أصوات نصف أعضاء الجمعية العمومية زائد واحد وهو ما يعتقد أنه متاح في الجمعية العامة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد أن اللجوء للأمم المتحدة جاء بعد استنفاد جميع المحاولات لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل وفق مبادئ وقرارات الشرعية والقانون الدولي. واتهم في تصريحات عقب لقائه السفير الروسي لدى السلطة الكسندر رودوكوف في رام الله إسرائيل بالمسؤولية عن المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام لرفضها الالتزام بالمرجعيات الدولية المتعلقة بعملية السلام والإصرار على الاستيطان. وتقر إسرائيل بصعوبة منع الفلسطينيين من طلب عضوية دولتهم في الأممالمتحدة، وقال الوزير بدون حقيبة يوسي بيليد للإذاعة العامة "للأسف ليس لإسرائيل وسائل لثنيهم عن طلب انضمام دولتهم للأمم المتحدة ويستحيل منعهم". من جهته توعد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون بالرد على التوجه الفلسطيني للمنظومة الدولية، واتهم عباس بأنه "لا يريد فقط تغيير قواعد اللعبة ولكنه يغيراللعبة نفسها". وقال "إسرائيل تعرف كيف ترد، ومن الآن فصاعداً سوف تكون قادرة علي تحقيق مصالحها بدون أي حدود أو تنازلات تضمنتها الاتفاقيات السابقة ومن بينها اتفاقيات أوسلو".