اقترح الرئيس نيكولا ساركوزي اليوم الأربعاء أن تمنح الأممالمتحدة الفلسطينيين وضع دولة مراقب وحدد جدولاً زمنياً مدته عام لعملية السلام في الشرق الأوسط. وحذر ساركوزي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن لمنع صدور قرار بقبول عضوية دولة فلسطينية ينطوي على احتمال إثارة موجة جديدة من العنف في الشرق الأوسط. وعلمت «الحياة» من مصادر في نيويورك ان ساركوزي طرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه به أول من أمس في نيويورك، مبادرة للعودة الى المفاوضات، وأن ساركوزي أراد معرفة الرد الفلسطيني عليها قبل التحدث حولها مع كل من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ظهر الاربعاء وعلى الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي التقاه بعد ظهر الاربعاء. وتركز هذه المبادرة التي عرضها ساركوزي على عباس على الافكار التي ابلغته بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في القاهرة وتتضمن المعايير التي اعلنها الاتحاد الاوروبي من اجل سلام عادل مع مؤتمر دولي ومواكبة مستمرة للمفاوضات. ومن المقرر ان يتطرق ساركوزي في خطابه الاربعاء أمام الأممالمتحدة عن هذه المبادرة على ان يعقد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لاحقاً مؤتمراً صحافياً يفصل المبادرة. وكان ساركوزي بدأ لقاءه مع عباس بسؤاله عما اذا كان من الممكن ان يتخلى عن قراره التوجه الى مجلس الامن لانه لن يؤدي الى نتيجة، فأجاب عباس انه لا عودة عن قراره واصبح الآن في وضع يفكر بما بعد مجلس الامن. وأوضح عباس ان امامه ثلاثة خيارات: اما ان يطرح طلب العضوية بعد مجلس الامن، أي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أو ان تنطلق مفاوضات سريعة من دون شروط مسبقة، او ان تحل اسرائيل السلطة الفلسطينية وتبقى على الدولة الواحدة المحتلة. وأكد عباس انه عازم على الذهاب الى النهاية. واعتبر الجانب الفلسطيني افكار المبادرة الفرنسية جيدة، إلا انه لم يعلن موافقته أو رفضه لها. وتوقعت مصادر فرنسية امس ان يكون خطاب ساركوزي «تاريخياً وداعماً لانشاء الدولة على المعايير المعروفة لسلام متوازن».