وصف الدكتور عبدالحميد أبوسليمان الإنسان بأنه الثروة الحقيقية على مرّ التاريخ والحضارات مهما كانت الموارد الطبيعية التي تمتلكها الأمة. وقال أبوسليمان الذي كان يتحدث ضحى أمس في محاضرة بخميسية الجاسر بعنوان "الإصلاح الفكري للأمة الإسلامية" وأدارها الدكتور عزالدين موسى: إن الإنسان في العالم العربي عبء وليس ثروة، وأن الإصلاح الفكري يبدأ من الأسرة في طريقتها لتربية الطفل وغرس المبادئ والقيم الأخلاقية الفاضلة. وسرد أبوسليمان إحصائيات تصف حال الأمة الإسلامية مقارنة بالأمم الأخرى، فذكر أن اليابان، وهي نموذج حضاري للنضج الفكري لدى الشعوب، يبلغ عدد سكانها 120 مليونا ولا تملك موارد طبيعية، دخلها القومي يساوي 11 ضعف دخل العالم الإسلامي الذي تجاوز عدد سكانه المليار ونصف المليار. وقدم مقارنة بين الرؤية الكونية الإسلامية والرؤية الكونية الغربية، موضحاً في حديثه أن الإسلام هو الحل، لأن الإسلام هو النظام الوحيد الذي يتوافق مع الفطرة الإنسانية، مشيراً إلى أن السبب في تخلف الأمة هو التطبيق من خلال الفهم الخاطئ للإسلام، موضحاًَ أن هنالك فرقاً كبيراً بين أن نكون عبيداً أو نكون عباداً، فالله اختارنا أن نكون عبادًا له، من التعبّد والارتقاء بالروح في العلاقة مع الله، ولم يجعلنا عبيداً من الذلة والمهانة. وأشار في حديثه إلى أن الإنسان تجتمع فيه صفتان الأولى طينية، والثانية روحية، فالغرب تخلّى عن الدين واتّجه إلى الصفة الأولية، فارتد إلى طبيعته الطينية المادية المنحطّة، حتى أصبح قانونه شبيها بقانون الغاب في تأييده للقومية التي يأكل فيها القوي الضعيف، وتركهم للارتقاء بالروح جعلهم يشتكون من تلك القوانين المادية. وذكر أن ذروة الحضارة الإسلامية هي العهد النبوي وعهد الخلفاء من ناحية القيم والمبادئ الإنسانية للحضارة، أما التراكم المادي فقد برز في العصر العباسي وبلغ ذروة الحضارة. ولفت إلى أن هنالك مفهومين هما: تفاوت القدرات، وتساوي الكرامات، وبهما تستمر الحياة وترتقي مع ارتقائنا لفهمنا لهما، مستشهداً ببعض مواقف النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده رضي الله عنهم جميعاً، مُشدداً على ضرورة الحفاظ على كرامة الفرد، لأن الله كرم جميع بني آدم وجعل الكرامات متساوية.