عانت السينما المصرية كثيرا بعد ثورة 25 يناير، حتى إنها شبه توقفت، نتيجة لخوف المنتجين من المغامرة بأموالهم في ظل ظروف غير مستقرة، وازداد الخوف بعد فشل الأفلام التي عرضت بعد ثورة 25 يناير في تحقيق أي إيرادات، وهي أفلام " صرخة نملة" لعمرو عبد الجليل، و"المركب" ليسرا الوزي، و"الفاجومي" لخالد الصاوي. ورغم أن فيلمين من تلك الأفلام كانا يتحدثان عن الثورة، وهما "صرخة نملة"، و"الفاجومي"، إلا أن الجمهور لم يقبل عليهما. وقال الناقد فوزي سليمان إن السبب وراء ذلك، أن الجمهور كان يتابع تطورات الثورة من خلال شاشات التلفزيون، ومواقع الإنترنت بشكل حي، وكان متشبعا بها لدرجة جعلته ينفر من هذه الأفلام. ولكن كان بصيص الأمل للسينما المصرية من خلال فيلم "سامي أكسيد الكربون" لهاني رمزي، الذي ضرب كل التوقعات، وحقق أعلى الإيرادات بعد الثورة مباشرة، الأمر الذي شجع المنتجين على الإقبال على الإنتاج مرة أخرى كما قال الناقد محمود قاسم، مشيرأ إلى أن نجاح تجربة "سامي أكسيد الكربون" جعل المنتجين يقبلون على إنتاج الأفلام الكوميدية التي أصبحت مضمونة النجاح. لذلك جاءت الأفلام الخمسة المعروضة حاليا جميعها من النوع الكوميدي، حتى إن هناك نجوما معروفين بتقديم أنواع مختلفة، أقبلوا على النوع الكوميدي مثل آسر ياسين، ومنة شلبي، والمخرجة مريم أبو عوف الذين قدموا فيلم "بيبو وبشير". وإضافة إلى "بيبو وبشير" قدم محمد سعد " تك تك بوم"، وبرز "شارع الهرم" لسعد الصغير ودينا، و"أنا بضيع يا وديع" لأيمن قنديل، وأمجد عابد، و"يا أنا يا هو"، لنضال الشافعي. وقال الناقد محمود عبد الشكور، إن الشعب المصري كان في حاجة إلى الكوميديا بعد الظروف الصعبة التي مر بها، ومتابعة للأحداث السياسية والأمنية الصعبة، لذلك أقبل على هذه النوعية، مما جعل أفلام العيد تحقق رقما قياسيا وتحصد 17 مليون جنيه إيرادات في خمسة أيام فقط، رغم قلة الأفلام المعروضة، وضعف مستواها الفني، خاصة أن جمهور الأعياد دائما يبحث عن التسلية والكوميديا. وقال الناقد نادر عدلي، إن السينما في مصر مرت بمراحل شبيهة تراجع فيها الإنتاج كثيرا، ودائما تكون هذه المراحل بعد الحروب والتغييرات السياسية الكبرى، مثل ثورة 1952، وهو أمر طبيعي برأي عدلي، مشيرأ إلى أن الجمهور في العادة بعد هذه التغييرات الكبرى، يكون في حاجة للابتعاد عن جميع المؤثرات والضغوط العصبية، فيلجأ إلى الكوميديا كمخرج من الضغوط.