رغم تعرض عدد من الأفلام المعروضة في عيد الفطر لحملات مقاطعة على صفحات الإنترنت، والموقع الاجتماعي "فيس بوك"، إلا أن هذه الحملات لم يكن لها أي تأثير، بعكس الحملات السابقة ضد فيلم "الفيل في المنديل" لطلعت زكريا التي أدت إلى هبوط إيراداته بشكل ملحوظ. وكانت المفارقة أن أكثر الأفلام التي تعرضت لحملات مقاطعة فيلم "شارع الهرم" لسعد الصغير ودينا، ورغم ذلك فقد جاء في المرتبة الأولى من حيث الإيرادات، حيث حقق في اليوم الأول مليوني جنيه، متخطيا جميع الأرقام القياسية للإيرادات، رغم أن منظمي حملات المقاطعة قالوا إنه فيلم مبتذل ومسيء للثورة المصرية؛ لأنه عبارة عن رقصات عارية، وأغان مسفة، وإيفيهات مبتذلة. وقال أحمد السبكي منتج الفيلم: إن هذه الحملات لم تؤثر في الفيلم، والدليل هو إيرادات الفيلم، مشيرا إلى أن القائمين على هذه الحملات لم ينتظروا حتى يشاهدوا الفيلم. واتفق سعد الصغير مع السبكي على أن حملات المقاطعة ظالمة، مشيراً إلى أن "الفيلم لا يحتوي على أي إسفاف، فهو عبارة عن كوميديا راقية تتناسب مع أغلبية الشعب المصري الذي أقبل على الفيلم، متجاهلا كل هذه الحملات"، مضيفاً أن "العمل الجيد لا يتأثر بأي دعاوى مقاطعة". وفي النهاية الحكم للجمهور الذي أعطى شهادة نجاح للفيلم كما قال الصغير. الفيلم الثاني الذي واجه عدة حملات مقاطعة هو فيلم "تيكا بوم" لمحمد سعد، حيث أشار مجموعة من شباب "فيس بوك" إلى أن الفيلم عبارة عن "كوكتيل" من أفلام محمد سعد السابقة التي تحتوي على الرقصات و"الإيفيهات" المكررة، واعتبروه مسيئا للثورة، ذلك أن الفيلم يحكي قصة شاب ينضم إلى اللجان الشعبية التي شكلها المصريون أثناء الثورة للحفاظ على الأمن، وأكد أشرف فايق مخرج الفيلم، أن قصة الفيلم مختلفة تماما عن جميع الأفلام السابقة لمحمد سعد، كما أن أداء سعد أيضا اختلف تماما، مؤكدا أن الفيلم حقق مليون و100 ألف جنيه في أول أيام العيد. أما فيلم "أنا بضيع يا وديع"، لأيمن قنديل وأمجد عابد، بطلي الحملة الإعلانية المثيرة للجدل لقناة "ميلودي أفلام"، فقد واجه أيضا حملات مقاطعة، حيث أكد مجموعة من شباب ال"فيس بوك" أن الفيلم استنساخ للحملة الإعلانية التي وصفوها بالمبتذلة، وهو ما نفاه أمجد عابد بطل الفيلم، مؤكدا أنهم لم يكرروا الإعلان، بل قدموا شخصيتي "وديع"، و"تهامي" بشكل إنساني لتوضيح خلفيات إنسانية، بعكس الحملة الإعلانية التي كانت تعتمد على "الإيفيهات". وأضاف أيمن قنديل، أن الفيلم ليس به إسفاف كما يدعي البعض، وأنه سيكون مفاجأة لكل من سيشاهده؛ لأنه بعيد عن توقعات الجميع، وكان فيلم "أنا بضيع يا وديع" قد حقق 600 ألف جنيه في أول أيام العيد، وهو رقم جيد، خاصة أنه أول بطولة لأيمن قنديل وأمجد عابد. وبرر الناقد محمود قاسم فشل حملات المقاطعة بأن الجمهور كان في حاجة إلى الأفلام الكوميدية بعد حالة التوتر السياسي والاقتصادي التي عاشها في الفترة السابقة، لذلك لم يلتفت إلى هذه الحملات، وأقبل على الأفلام، مشيرا إلى أن هذه الأفلام تناسب جمهور العيد الذي يبحث عن التسلية والمتعة بعيدا عن أي مضمون.