عاد القنصل الاميركي العام دانيل روبنستين الى رام الله امس خالي الوفاض، وطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس المزيد من الوقت لمواصلة البحث مع الجانب الاسرائيلي بشأن تجميد الاستيطان. لكن الجانب الفلسطيني اعتبر القرارات الاسرائيلية الاخيرة القاضية ببناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات في شرق القدس رداً اسرائيلياً واضحاً برفض الشروع في مفاوضات حقيقية. واعلن نبيل ابو ردينة، الناطق باسم الرئيس الفلسطيني، في ختام لقاء بين عباس والقنصل الاميركي أمس، إن «الجانب الاميركي أبلغنا أن مشاوراته واتصالاته المكثفة ستستمر في الأيام المقبلة مع الأطراف كافة». وقال ابو ردينة ان روبنستين لم يحمل ردّاً اميركياً نهائياً، وانه طلب المزيد من الوقت. ومن جانبه ابلغ عباس القنصل الاميركي رفضه تجميداً للاستيطان لا يشمل مدينة القدسالمحتلة. وقال ابو ردينة ان «عباس دان المشاريع الاستيطانية التي تم الإعلان عنها اليوم (أمس)، وان تلك المشاريع تؤكد عدم جدية إسرائيل في المضي بعملية التفاوض». وأضاف: «من الواضح أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يماطل ويضيع الوقت، وفي الوقت الذي نتسلم فيه رداً رسمياً سنعرضه على القيادة الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية». وكانت اسرائيل اعلنت امس عن المصادقة على مشروع اقامة 625 وحدة سكنية في مستوطنة «بسغات زئيف» شمال القدسالشرقيةالمحتلة، بعدما أعلنت قبل يومين عن مشروع لإقامة سكة حديد تربط مجمع مستوطنات «ارئيل» جنوب نابلس باسرائيل. وشكّل الاعلان الاسرائيلي عن سلسلة المشاريع في القدسالمحتلة رفضاً لاقتراح اميركي سابق يقضي بوقف الاعلان عن عطاءات بناء جديدة في القدس، مع مواصلة بناء العطاءات القديمة. واعتبر الجانب الفلسطيني هذه المشاريع ردّاً اسرائيلياً كافياً على الجهود الاميركية الرامية الى وقف الاستيطان ليصار الى استئناف المفاوضات. وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ل»الحياة» أمس: «لقد وصَلَنا الرد الاسرائيلي على الجهود الاميركية عبر قرار اقامة 625 وحدة استيطانية في مستوطنة بسغات زئيف في القدس، وقبله بيوم عبر قرار اقامة 130 وحدة سكنية في مستوطنة غيلو الواقعة بين بيت لحم والقدس، وقبله بيوم قرار اقامة سكة حديد بين اسرائيل ومستوطنة ارئيل في الضفة الغربية». واعتبر عريقات ان الرد الاسرائيلي على الجهود الاميركية هو «المزيد من الاستيطان ولا شيء غير الاستيطان». وحذر من ان «الاجراءات الاسرائيلية على الارض تنسف كل اسس العملية السلمية، وتجعلنا في غير حاجة لانتظار أي رد من اي جهة بشأن جهود وقف الاستيطان واعادة اطلاق المفاوضات». وكان عباس اعلن أول من أمس ان الرد الاميركي على الطلب الفلسطيني الخاص بوقف الاستيطان سيصل الخميس (امس). واستبقت اسرائيل موعد الرد الاميركي باعلانها مشروع اقامة 625 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة على اراضي القدسالمحتلة. وقال الرئيس عباس ان الجانب الفلسطيني سيلجأ الى الخيارات السبعة التي اعلنها سابقاً في حال عدم نجاح الجهود الاميركية في وقف الاستيطان. وحدد مسؤولون فلسطينيون هذه الخيارات بما يلي: أولاً: العودة الى المفاوضات في حال موافقة اسرائيل على وقف الاستيطان. ثانياً: في حال فشل الجانب الاميركي في اقناع اسرائيل بوقف الاستيطان، سيطالب الفلسطينيونواشنطن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران (يوينو) عام 67. ثالثاً: في حال رفض الجانب الاميركي ذلك، سيتوجه الفلسطينيون الى مجلس الامن لمطالبته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 ومطالبة واشنطن بعدم استخدام حق الفيتو. رابعاً: وفي حال استخدمت الولاياتالمتحدة حق الفيتو، سيتوجه الفلسطينيون الى الجمعية العامة للامم المتحدة ضمن البند المعروف باسم «تحالف من اجل السلام»، والذي تتخذ فيه قرارات الجمعية صفة إلزامية مثل قرارات مجلس الامن. خامساً: مطالبة الاممالمتحدة بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية. سادساً: وقف تطبيق الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل. سابعاً: حلّ السلطة ووضع اسرائيل امام مسؤولياتها كدولة احتلال. واعتبر عريقات ان «الاجراءات الاسرائيلية يجب أن تحفز الجانب الاميركي على الاعلان عن اعترافة بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67»، مشيراً في ذلك الى الخيار الفلسطيني التالي بعد خيار المفاوضات. وتسعى ادارة الرئيس باراك اوباما منذ توليها السلطة، إلى حمل اسرائيل على وقف الاستيطان، مقدمة لها حوافز امنية وسياسية هائلة. ويرى الفلسطينييون ان الحوافز الاميركية لن تفعل سوى فتح شهية اسرائيل على مزيد من المطالب. وفي سياق آخر، شنت الشرطة الإسرائيلية فجر أمس حملة دهم واسعة لمنازل المواطنين في عدة أحياء مقدسية واعتقلت خلالها عدداً من الشبان والفتيان. وأفاد شهود عيان ان قوات الاحتلال استخدمت الكلاب البوليسية في عمليات الاعتقال، ما اثار ذعر الاطفال. كما اعلنت السلطات عن تحديد بوابتين لدخول من تقل اعمارهم عن الاربعين الى المسجد الاقصى ومنع دخولهم من البوابات الاخرى للمسجد.