الأرز الحساوي الأسمر، و"الجريش" ذو الرائحة الشهية، و"خبز الصاج"، أكلات شعبية انفرد بها جناح المطاعم في الركن المخصص له بالقرية التراثية في متنزه الملك عبدالله البيئي، ضمن فعاليات مهرجان "فرحة العيد" الذي تنظمه أمانة محافظة الأحساء والذي سيختتم فعالياته مساء اليوم. ولا تستوقف صيحات البائعين أو اللافتات الدعائية العريضة، المتسوق في هذا الركن، بقدر ما تستوقفه رائحة الأكل الزكية التي تتناقلها نسمات الهواء بعيدا وتستقبلها "حاسة الشم" لدى كل زائر رغما عنه، فلم تترك صاحبة المطبخ "أم نورة" مجالا لأحد، أو تفوت عليهم فرصة التذوق والتسوق، حتى المرضى المصابون بالزكام منهم يشتمون رائحة "المفلق"، و"الأرز الحساوي" ذا المذاق الفريد بالطعم والرائحة. ومنذ أكثر من خمس سنوات، امتهنت "أم نورة" تسويق طبخاتها في المهرجانات، وهي ترى في ذلك فرصة لنفسها أولا، إذ تعتبره دخلا ورزقا صنعته بعد توفيق الله بيديها، لافتة أثناء حديثها ل"الوطن" أمس أنها تعرف تماما الأكلات التي تتناسب وشهية أهل الأحساء وخصوصا الكبار منهم، في الوقت الذي تخلت فيه الكثير من الفتيات عن طبخ ما كان يعيش عليه الأجداد سابقا. وعلى الرغم مما تلقاه من تعب، طوال وقوفها لأكثر من ست ساعات يوميا في إعداد أكلاتها ومواجهة الجمهور وطلباتهم، إلا أنها تشعر بالارتياح النفسي جراء الطعم اللذيذ الذي يشعر به المتذوقون لطعامها الشعبي؛ وتقول: "لقد نجحت في تسويق هذه الأكلات حتى مع زوار غير سعوديين وزوار غربيين أيضا". وعلى مسافة ليست بالبعيدة في ذلك الموقع، تستريح الخبازة "أم أحمد" وبعضا من قريباتها ليصنعن للزوار خبزا على الصاج، حيث تفنن "أم أحمد" في إخراجه بعدة نكهات، بالجبن والزيتون والزعتر والشوكولاته. "أم أحمد" قالت ل"الوطن": إنني لا أعتمد خلطة سرية بل كل شيء طبيعي والفرق بين الأكلات هو النفس في الطبخ. وفي لقطة أخرى فضلت الكثير من العائلات، كبارا وصغارا، ركوب ما يطلق عليه شعبيا اسم عربة "القاري مع الحمار"، وهي العربة التي كان يستقلها الأجداد في الذهاب إلى حقولهم وأماكن تنقلهم بين أسواق الواحة والقرى والمدن.