تجلس أم هاشم أمام موقد يسمى (تاوه) لتصنع خبز المسح الذي تشتهر به الأحساء كموروثٍ شعبي من قديم الزمن وتختص بصنعه النساء ويشبهه الخبز المسمى بالرقاق غير أن خبز المسح ألذ طعما ويؤكل مباشرة مثل البسكويت، إلا أن أم هاشم أدخلت عليه إضافاتٍ وتعديلاتٍ كوضع الجبن عليه ما أكسبه مذاقا مميزا، وتصنعه على شكل أرغفة وعلى شكل قضبان مجوفة حسب رغبة المشتري، ويحظى هذا الخبز بإعجاب الكثير من زوار المهرجانات الشعبية، إذ تصطف أمام دكانها في كل مهرجانٍ تشارك فيه أعداد كثيرة من الزبائن لشرائه. وتقول أم هاشم، التي لم تتجاوز عقدها الثالث، أنها اكتسبت هذه الحرفة من والدتها منذ ثمانية أعوام وشاركت في العديد من المهرجانات التراثية في الأحساء وخارجها مما ساهم في التعريف بها وإكسابها شهرة على مستوى الخليج. ومثل أم هاشم تمارس فتحية عبدالله المريحل هذه الحرفة، وتقول إنها تعلمت صناعة خبز المسح من جدتها لأبيها منذ ثماني سنوات وتزاولها في منزلها بصفةٍ يومية، وأضافت بأن الطلب يزداد على الخبز المسح خلال شهر رمضان المبارك، حيث يصنع منه الثريد المعروف في الأحساء ب(المرقوق)، وأشارت إلى أن طريقة إعداد خبز المسح تتمثل في مزج الدقيق بالبيض مع قليلٍ من الماء ويتم وضع الخليط بعد نشره على صفيحةٍ معدنيةٍ تحت موقد نار، وأبانت أن المعدل الأسبوعي لمبيعاتها يتجاوز 350 كرتونا من الخبز وسعر الكرتون 30 ريالا وتقوم بإرسال كمياتٍ كبيرة إلى محافظات المملكة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفة أنها شاركت في العديد من المهرجانات المحلية كمهرجان الجنادرية والجبيل ومهرجاني أرامكو في حرض والعثمانية. يجذب الخبز الحساوي الأحمر زوار المهرجانات التراثية للذة طعمه؛ كونه يصنع من التمر والطحين الأسمر ويستخدم الحطب المأخوذ من جذع النخلة كوقود للتنور مما يجعله وجبة رئيسية، ويسمح هذا الخبز بتخزينه لمدةٍ تتراوح من أسبوعٍ إلى عشرة أيامٍ دون أن يتغير طعمه أو رائحته، ما جعل هذا الخبز الأفضل والأشهر في الأحساء، كما يصنع خبز (الرهاف) وهو الخبز الأبيض الذي يخبز في التنور ويستعمل فيه الطحين فقط ويباع في المخابز الشعبية التي تتواجد في أماكن عدة وتبيع الخبز المحشو بالجبن أو اللبنة أو العسل أو الزعتر وكذلك الكبة والأكارع المعروفة بالكراعين.