تمكن الثوار الليبيون من السيطرة على منطقة جديدة في مدينة البريقة الاستراتيجية النفطية وتوغلوا إلى وسط مدينة الزاوية (جنوب غرب) على بعد 50 كلم من العاصمة التي نفى نظام معمر القذافي سقوطها بأيدي الثوار،مما أعطى الأطلسي أملا، بعد مرور ستة أشهر على بدء النزاع المسلح، بإمكانية الخروج من المأزق. وإذا صحت تقديرات الثوار فإن طرابلس هي هدفهم التالي. ويمثل هجوم المعارضة على الزاوية المطلة على البحر المتوسط أكبر تقدم نحو الأراضي التي يسيطر عليها القذافي منذ بدء الانتفاضة. ومجرد اقتراب المعارضة لهذه المسافة من طرابلس يوجه على الأرجح ضربة نفسية للموالين للقذافي. واتهمت الحكومة الليبية الأطلسي بالتخطيط لقصف معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس لتسهيل تقدم الثوار. وصرح متحدث عسكري باسم الثوار أن قواتهم توغلت السبت داخل مدينة البريقة النفطية حيث سيطرت على منطقة جديدة من المدينة وعلى منشأة كانت القوات الموالية للقذافي تستخدمها مقرا لها. وأوضح المتحدث أن الثوار يسيطرون منذ بعد ظهر السبت على وحدة رئيسية "للنهر الصناعي العظيم" الذي يهدف إلى نقل المياه الجوفية من الصحراء إلى المناطق الساحلية. وكانت هذه الوحدة من المعاقل الرئيسية لقوات القذافي في المدينة وعصبا لدعم خطوطها الدفاعية. من جهة أخرى، أكد مسؤول في الثورة الليبية أن الثوار توغلوا مساء أول من أمس، حتى وسط مدينة الزاوية جنوب غرب طرابلس، لكن الحكومة الليبية نفت سيطرة الثوار على الزاوية. وقال المتحدث باسم النظام موسى إبراهيم إن "الزاوية تخضع لسيطرتنا بالكامل".لكنه أضاف أن نحو مئة من الثوار حاولوا دخول المدينة للانضمام إلى نحو خمسين متمردا كانوا موجودين في الداخل، لكنهم دفعوا إلى التراجع وقوات النظام تقوم "بمعالجة" الوضع. وانتفضت مدينة الزاوية، مرتين ضد النظام منذ بدء الانتفاضة في ليبيا في فبراير وشهدت مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات النظام. ووصف إبراهيم هجوم مجموعة صغيرة من المتمردين على الزاوية "بالعمل اليائس". وقال "هذا لا يسمى تقدما بل يمكن أن نصفه بالعمل الانتحاري". وأضاف "عليكم ألا تنسوا أننا أقوياء جدا، ومعنا الآن عشرات الآلاف من المتطوعين المسلحين. المهم ليس إحراز الأطلسي أو المتمردين تقدما أو عدم إحرازه، لأننا سنبقى قادرين على القتال خلال عام أو عامين أو ثلاثة". وتابع "نقول للأطلسي وللمجتمع الدولي: أوقفوا هذا العدوان ولنتكلم عن السلام". وتحدث إبراهيم عن غارات "مكثفة (للحلف الأطلسي) على كامل الأراضي الليبية أمس وأول من أمس "خصوصا في منطقة أبو كماش الواقعة على بعد 10 كلم عن معبر رأس جدير الحدودي". من جهة أخرى، تحدث عقيد بالجيش الليبي استسلم قبل شهرين للثوار لفرانس برس عن انقسامات داخل نظام القذافي، مؤكدا أنه على وشك الانهيار. وقال العقيد وسام ميلاد في معسكر في مصراتة يعتقل فيه أسرى الحرب إن قوات القذافي تبقى متماسكة بالإكراه وتحت ضغط المرتزقة، مشيرا إلى انقسامات داخلية عدة.