لا يبحث المصلون في محافظة رفحاء عن مسجد جميل التصميم والإنشاء، ولا عن مسجد مميز الموقع يحوي مواقف تتسع لسيارات المصلين، ولا عن مسجد جيد التكييف والإضاءة والتأثيث؛ ذلك أن مساجد رفحاء تتشابه في مستوى النظافة والتكييف وعدم وجود مواقف للسيارات إلا ما ندر. يتجاوز مصلو رفحاء ذلك، ليتبادلوا الأخبار مبكراً وقبل رمضان عن وجهة الأئمة الذين اعتادوا أن يصطفوا وراءهم في أجواء روحانية مبعثها الترتيل الجميل والصوت الرخيم. "أوتي مزماراً من مزامير آل داوود" كما يقول متعب المختاري، واصفاً أحد الأئمة الذين يحرص كل عام على صلاة التراويح خلفهم. ويضيف المختاري: لا فرق إن كان الإمام في مسجد صغير أو كان المسجد في شارع ضيق أو حتى لو استدعى الأمر إيقاف السيارة في مكان بعيد عن المسجد. ويحرص مصلو المساجد المختارة في رفحاء على الحضور مبكراً لإيقاف سياراتهم قرب المسجد والحصول على موقع في الصفوف المتقدمة، كما يشرح محمد الشمري، الذي يقول إن الرغبة في الخشوع تحت تأثير الأصوات الرخيمة والتجويد المتقن لآيات القرآن الكريم هي الأساس بالنسبة لمصلي التراويح. المختاري والشمري يتحدثان عن إمام مثل الشيخ حمدان بن شافي الخليل، الذي انتقل حديثاً إلى جامع الوليد بحي المحمدية، وعلى الرغم من ذلك فإن أهالي رفحاء ومنذ أول أيام رمضان ملؤوا المسجد في صفوف طويلة خاشعة. يحمل الخليل الإجازة في قراءة وإقراء القرآن الكريم من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، ويؤكد ل"الوطن" أن انتقاله لإمامة المصلين في صلاة التراويح بجامع الوليد جاء بطلب من إمام الجامع بحكم أنه غير ملتزم بإمامة مسجد في الوقت الحالي. ويضيف الخليل: أممت المصلين سبع سنوات في مسجد الدعوة بحي النموذجية، وحرصت خلال ذلك على قراءة القرآن الكريم كاملاً في صلاة التراويح والقيام، ولم أترك إمامة المسجد إلا بعد رمضان الماضي بسبب انتقال عملي للتدريس في المدارس السعودية بكوالالمبور.