يحرص كثيرٌ من المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، على اختيار المسجد المناسب والإمام المناسب للصلاة خلفه، خصوصاً في صلاتَي التراويح والقيام، مهما كان المسجد هذا بعيداً عن منزل المصلّي ومهما كانت المشقة في العثور على موقف للسيارة وتجاوز زحمة الطريق للوصول في الوقت المناسب، إذ إن المساجد التي يؤمّها قرّاء مشاهير في مدينة الرياض تشهد ازدحاماً شديداً يسبّب عرقلة لحركة السير ومضايقة لأهالي المنازل المجاورة بسبب الازدحام. وتبدأ رحلة بعض المصلين في اختيار المكان المناسب للصلاة بحسب العوامل والمزايا التي يبني عليها اختياره، وتبدأ بالإمام حيث تختلف المزايا من مصلٍ إلى آخر وتبرز المزية الأولى وهي الصوت الندي الذي يبعث على الخشوع، ثم تأتي مزية عدم الإطالة في الصلاة لدى بعض المصلين، أما المعيار الثاني فهو المسجد من حيث موقعه ونظافته والاهتمام بإنارته والنظام الصوتي له كذلك.
وشهدت بعض المساجد الشهيرة في السعودية غياب بعض أئمتها عنها بسبب إحياء هؤلاء الأئمة شعيرتَيْ التراويح والقيام في مساجد أخرى على مستوى الدولة أو على مستوى دول الخليج أو على مستوى العالم، حيث تتكفل بعض الجهات الحكومية وبعض المساجد والأثرياء بتكاليف استضافة الإمام ليقيم مدة يتم الاتفاق عليها مسبقاً ليؤم المصلين في المساجد وبمقابل يصل لآلاف الريالات، فضلاً عن الاحتفاء بهم وتكريمهم ودعوتهم لإكرامهم.
ومن أبرز المساجد التي تتخذ أسلوب جلب الأئمة إليها في رمضان مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي الذي أعلن استضافته خلال شهر رمضان نخبة من قرّاء القرآن الكريم المعروفين في العالمين العربي والإسلامي، لإحياء صلاتَي التراويح والتهجد طوال أيام الشهر الفضيل.
وقالت إدارة المسجد إنه سيؤم جموع المصلين في جامع الشيخ زايد في صلاة التراويح القارئ الكويتي مشاري العفاسي، في الفترة من غرة رمضان إلى 10 من الشهر، والقارئ إدريس أبكر من المملكة العربية السعودية حيث سيؤم من 11 إلى 19 رمضان، والقارئ عبد الولي الأركاني من المملكة العربية السعودية، حيث سيؤم من 20 إلى آخر رمضان، وفي صلاة التهجد يؤم المصلين القارئ إدريس أبكر من 20 رمضان إلى نهاية الشهر.
ويتذكر سكان مدينة الرياض إيقاف بعض الأئمة المشاهير في بعض جوامع المدينة بسبب قبولهم دعوات لإحياء الصلاة في دول خليجية وعربية مجاورة وفي دول آسيوية وأوروبية، وبعض الأئمة أعلن من بداية الشهر الفضيل في بعض السنوات عن خطة تنقلاته خلال رمضان بأسماء المساجد التي سيؤم بها وتواريخ الأيام على وجه التحديد.
ومن أبرز القرّاء السعوديين الذين اشتهروا في عدد من "الرمضانات" بتنقلاتهم الدولية للإمامة الشيخ ناصر القطامي ورحلته المعروفة خلال عام 1430 حيث أمّ المسلمين في قطر والأردن والكويت والإمارات والبحرين، ومن الأئمة القارئ ياسر الدوسري الذي انتدب للإمامة في عدد من المساجد بعدد من الدول، وأعلن كلا القارئين أنهما سيؤمان المصلين في مسجديهما بمدينة الرياض طوال شهر رمضان المبارك هذا العام، وأنه لا وجود رحلة خارجية للإمامة.
دخلت موقع القارئ سعد الغامدي إمام مسجد "حمد المبارك" في مدينة الدمام، ووجدت موضوعاً منذ شهر رمضان للعام الماضي 1432 حيث اعتذر القارئ الغامدي عن الإمامة في مسجده لرمضان كاملاً حيث إنه سيصلي خارج المملكة، وكانت تعليقات القرّاء على الخبر مستغربة ومفاجئة حيث قال أحدهم إنه قد استعد للسفر للدمام لحضور الصلاة خلف القارئ سعد الغامدي في رمضان، وتعليقات أخرى ترحب به في مساجدها في الإمارات والكويت والعراق وتدعوه إليها.
وسيؤم القارئ سعد الغامدي المصلين هذا العام في دبي بجامع الفاروق خلال الأيام 7، 8 و9 من رمضان، وسيؤم في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بدولة قطر من يوم 10 إلى 12 من رمضان، وسيصلي بالمسلمين في الكويت يومي 15 و16 في جامع الراشد، وسيحيي صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان بجامع عبد الرحمن بن عوف الواقع على كورنيش الخبر.
أما الشيخ إدريس أبكر فقد أعلن عن جدول رحلته خلال شهر رمضان الجاري حيث سيؤم خلال الأيام الأربعة الأولى من الشهر في مسجدين بدولة الكويت وبعد ذلك سيؤم المصلين في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى نهاية الشهر حيث سيصلي في أربعة مساجد بدبي وعجمان وأبو ظبي.
وأعلنت وزارة الأوقاف الكويتية عن جدول الإمامة لصلاة التراويح في مسجد جابر العلي الصباح حيث سيشارك من السعودية كلٌّ من القارئ ناصر القطامي على الرغم من نفيه والقارئ ماجد الزامل والقارئ صلاح بوخاطر وغيرهم.