عند دخولك للمسجد النبوي الشريف وقبل أن تسمع صوت الحق مناديا لصلاة المغرب يلفت انتباهك سلسلة من موائد الإفطار الممتدة داخل الحرم التي جُهزت ونُظمت عن طريق الشباب والجمعيات الخيرية أو بعض الأفراد الذين سخروا أنفسهم لخدمة الزوار، وتشاهدهم مثل خلية النحل متنقلين بين المواقع المحددة لهم ويسعون لجلب الزائرين للجلوس على سفرة الإفطار الخاصة بهم لكسب الأجر. صبري سنيور مسؤول عن عدد من سفر الإفطار داخل الحرم قال إن تجهيز السفر لا يأخذ وقتا، وهناك كثير من الشباب الذين يرغبون بالمشاركة من دون أي مبالغ مالية طلبا للأجر وخدمة لضيوف الرحمن. محمد إدريس مسؤول في إحدى الجمعيات الخيرية أكد أن الجمعية جهزت أكثر من 25 سفرة أعدت بأيدي شباب سعوديين بعضهم بمكافأة مادية، وبعضهم متطوعون طالبون الآجر والثواب. وأشار إدريس إلى أنه رغم من كثرة سفر الإفطار داخل المسجد النبوي الشريف التي يبلغ عددها الآلاف إلا أنه حين تقام صلاة المغرب ترى اختفاء السفر وإبعادها عن الصفوف، وبعد الانتهاء من الصلاة تجهز السفر مرة أخرى ليتسنى للزائرين الإفطار وتناول بعض من الشاي والقهوة. عيد وعمر وسعد وموسى جميعهم في المرحلة الثانوية قالوا: إن مساعدة ضيوف الرحمن خدمة نعتز بها فنحن هنا من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب نشتري التمر والشريك المديني ولبناً، إضافة إلى الدقة المدينية ونجهز مائدة الإفطار للصائمين مع تعبئة الكأسات بماء زمزم قبل أذان المغرب بدقائق وأكثر الشباب هنا مستمتعون بالعمل وهم غير مجبورين على القيام بهذه المهمة.