انتشرت في ساحات المسجد النبوي الشريف موائد إفطار الصائمين في تسابق بين أهل طيبة الطيبة على هذا العمل الذي اشتهروا به منذ عقود في شهر رمضان المبارك لكسب صلاة المغرب في المسجد النبوي الشريف حيث يحل هذا الشهر المنتظر لدى المسلمين بشوق يحمل السكينة والخشوع فهذا شهر لله يجزي به خير الجزاء فتتكاثر فيه الأعمال الخيرة رجاء أن يتقبلها الله تعالى . ويتهيأ أهل طيبة الطيبة لهذا الشهر منذ وقت مبكر بإعداد العدة من شهر رجب وشعبان من كل عام في تجهيز أغراض إفطار الصائمين داخل المسجد النبوي الشريف والساحات الخارجية المحيطة به حيث يقوم بعض أهل المدينة بإعداد الإفطار بأنفسهم في منازلهم وذلك بشراء وجلب أفضل أنواع التمور المرغوبة ويتم تنظيفها وتخزينها في ثلاجات كبيرة وتختلف محتويات مائدة الإفطار داخل المسجد عن خارجه حيث يقوم القائمون على هذه الموائد بتقديم أفضل ما عندهم لإفطار الصائم في هذا الشهر المبارك داخل المسجد وخارجه كما يقوم بعض من يقدم هذه الموائد بالتنسيق مع أصحاب المطاعم والمطابخ بتقديم وجبة إفطار صائم بأسعار مختلفة حسب ما تحتويه الوجبة خلال شهر رمضان وتحديد عدد إفطار الصائمين يوميا وبأسعار بسيطة . وأوضح عدد من القائمين على هذه الموائد في المسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به كيفية تجهيز الموائد الرمضانية للصائمين حيث تحدث في البداية محمد يوسف محمود أحد مسئولي موائد الإفطار بالمسجد النبوي الشريف قائلاً نقوم باستعدادات مبكرة لهذا الشهر الكريم ولإفطار الصائمين وذلك بتقديم أفضل أنواع التمر المديني مع الماء وعصير البرتقال وكذلك الشريك ولبن الزبادي والحيسة وبعض الفواكه مثل العنب والبرتقال والموز ونقوم بمد السفر الرمضانية من بعد صلاة العصر مع تأمين فرش للجلوس وذلك بالساحات الخارجية للمسجد النبوي الشريف ونقصد من ذلك الأجر والقبول من الله سبحانه وتعالى وهذه عادة أهل المدينةالمنورة المتعارف عليها خاصة عند الزوار . أما محمد ابراهيم عمار فيقول //نقوم بالموائد الرمضانية لإفطار الصائمين داخل المسجد النبوي الشريف أكثر من أربعين سنة توارثناها أبا عن جد وها نحن بمشيئة الله نورثها لأبنائنا وأحفادنا حيث نقدم التمر الجيد والماء في أواني / التوتوة / المشهورة قديما وهي عبارة عن كاسات نحاسية نقوم بتبخيرها بالمستكة يومياً لتعطي رائحة وطعم مميز للماء عندما يشربها الصائم وكذلك فناجين القهوة يتم أيضا غسلها وتبخيرها بالمستكة بحيث تكون جاهزة قبل الظهر ليتم نقلها للمسجد ونفضل نقلها عن طريق / الزنابيل / وهي قديمة جدا مصنوعة من القماش لحفظ الأشياء داخلها بشكل آمن //. وبين أن الموائد الرمضانية تتكون من / الحيسة / و تقوم بإعدادها النساء في المنزل بعد الظهر وهي عبارة عن تمر مطحون يحمص مع الدقيق والسمن / السمن البري الأصلي / واللوز البجلي المحمص إضافة إلى / الدقة المدينية / التي يتم تجهيزها من شهر رجب ويتم عملية تنظيفها وتقشيرها وحمصها وطحنها عن طريق النساء في المنزل وكذلك توفير الخبزمن نوع / الشريك المديني / المرغوب على المائدة خاصة مع الدقة واللبن البقري الطازج والقهوة العربية مشيراً أن لهم داخل المسجد النبوي مائدة واحدة يقومون بمدها بعد صلاة العصر ويضعون وجبة الإفطار عليها قبل إقامة صلاة المغرب وقال //نعمل على رفع كل محتويات المائدة في وقت واحد في أكياس خاصة بالنفايات تسلم لعمال النظافة الموجودين في المسجد ونحرص على نظافة موقع المائدة وبعد صلاة المغرب نقدم الشاي الأخضر //. // يتبع //