طالب عدد من المدربين الوطنيين بنقلة نوعية في مستوى ونتائج المنتخب السعودي الأول عبر تكثيف جهود القائمين على إدارته والمدير الفني الجديد، الهولندي فرانك ريكارد والأندية ولجان اتحاد الكرة ورجالات الإعلام، وذلك بهدف خلق مناخ مناسب يهيئ له فرصة اجتياز منتخبات أستراليا وعمان وتايلند وتخطي الدور الثالث من الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، تهميداً للعبور إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014. وعلى الرغم من تباين آراء الخبراء الفنيين في تقييم قوة منتخبات المجموعة الرابعة بين الضعف والقوة، إلا أن الجميع اتفقوا على قدرة أستراليا على تصدر المجموعة، وتفاءلوا بأن الأخضر سيحل ثانياً ما لم تحدث مفاجآت من جاره العماني، عطفاً على مستويات الأخضر في السنوات القليلة الماضية التي شهدت خروجاً من البطولات الخليجية والآسيوية، واستناداً على مركزه المتأخر في التصنيف العالمي. ووصف المدرب الوطني علي كميخ المجموعة بأنها ضعيفة عطفاً على مستويات ونتائج منتخبات السعودية وعمان وتايلند، مستثنياً أستراليا وصيفة أمم آسيا التي أقيمت في الدوحة يناير الماضي، وعلى ترتيب هذه المنتخبات في التصنيف العالمي. وقال كميخ "يظل المنتخب الأسترالي الأبرز، يليه العماني ثم الأخضر ثالثاً وأخيراً تايلند، إلا أن الأخضر يملك فرصة التطور في أداء لاعبيه من خلال عمل مدربه الجديد ريكارد الذي يجب أن يحظى بثقتنا جميعاً". وأضاف "الأخضر لم يقدم نفسه بصورة مرضية منذ سنوات عدة لعدم الاستقرار الفني وعدم الاحتكاك المطلوب وضعف أداء وشخصية المدرب السابق، لكننا نأمل أن تشهد المرحلة المقبلة من الإعداد نقلة نوعية له، فهو يملك لاعبين ذوي قيمة فنية عالية، ولديه إمكانات تتطلب فقط من يوظفها بالأسلوب الصحيح، وإن كان التأهل صعباً فبالجهد سيتحقق". وطالب كميخ لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي بأن تلعب دوراً ملائماً لخلق مناخ مناسب للاعبين بحسن جدولة المسابقات المحلية، وإراحتهم تجنباً لتعرضهم إلى إصابات تحرمهم من الاستمرار مع المنتخب. من جانبه، يرى المدرب الوطني سلطان خميس أن المجموعة ليست صعبة وليست سهلة، وإذا ما أراد الأخضر اجتياز منافسيه فيها عليه العمل بجدية تامة لتجنب أي مفاجآت، خصوصاً أنه يملك عناصر جيدة، ويوليه مسؤولوه اهتماماً كبيراً، وأمام مدربه خيار واسع من اللاعبين المشاركين حالياً في منتخب المملكة للشباب في كأس العالم في كولومبيا أو أولئك في المنتخب الأولمبي أو الناشئين، ولكن عليه أن يجتمع بمدربي الأندية السعودية ليشرح لهم استراتيجيته الجديدة ونهجه الذي سيسير عليه وسط غياب الاحتراف الحقيقي في الكرة السعودية إدارياً وفنياً. وقال خميس "أستراليا هي الأصعب، لكن لابد أن نعمل ألف حساب لبقية المنتخبات، وألا نستهين بأي منها، ولا نركن إلى فوزنا على هونج كونج بنتيجتين ثقيلتين". وأضاف "على الأندية أن تساعد القائمين على المنتخب بتوفير لاعبين جاهزين لأن الاحتراف الآن يعتمد على اللاعب الجاهز ولا يزال لدينا الوقت الكافي لتحقيق هذا الأمر، كما أن الأندية استعدت جيداً للمسابقات المحلية وإذا ما استطاعت تقديم إنتاج جيد للمنتخب فلا شك أنه سيحصد الأفضل". وطالب خميس الإعلام بألا يتعجل بالحكم على المنتخب من خلال العناصر المختارة أو المباريات التجريبية، وأن يوجه النقد الهادف البناء الذي يساعد على تدارك الخطأ قبل استفحاله. ووجه المدرب الوطني فيصل البدين رسالة للمنتخب، قائلاً "اسم وتاريخ المنتخب السعودي لن يشفعا له ما لم يعمل بجدية وإصرار على تخطي التصفيات، صحيح أنه سبق أن حقق عدداً من الإنجازات القارية ووصل النهائيات العالمية أربع مرات، إلا أن هذا لن يتواصل إلا بالمثابرة لإضافة إنجاز جديد". ووضع البدين ثقته في اللاعبين الذين وصفهم بالنجوم، وكذلك بقدرات مدربهم رايكارد، آملاً أن يكون بحجم اسمه وسمعته الكروية، ويترجم خبراته كلاعب سابق ومدرب لبرشلونة قبل سنوات إلى عطاءات تصب في مصلحة المنتخب. واعتبر البدين منتخب أستراليا الأقوى في المجموعة، ونظيره التايلندي الأضعف، تاركاً المنافسة حامية بين المنتخبين السعودي والعماني بحكم الجوار. من جهته، عد المدرب الوطني حمود السلوة المستويات الفنية لمنتخبات المجموعة متساوية إلى حد ما، ورأى أن الأسترالي الأقوى لاحتراف عدد من نجومه في أوروبا. ووصف السلوة المنتخب التايلندي بالمتطور بشكل كبير، متوقعاً أن يكون العماني صاحب المفاجأة التي ستقلب موازين ترتيب المجموعة، مؤكداً أن فرصة الأخضر مهيأة لحجز بطاقة المركز الثاني على أقل تقدير، معتبراً التصفيات النهائية المحك الحقيقي للمنتخب لبلوغ المونديال.