وجّه المشاركون في ندوة نادي المدينةالمنورة الأدبي الثقافي التي خصصت لقراءة كتاب “موروث المدينةالمنورة الشعبي” الصادر عن نادي المدينةالمنورة، نقدًا موسعًا لمؤلفه محمد بن صالح عسيلان لما أورده في بعض فصول كتابه، مؤكدين أن بعض ما أورده يحتاج إلى تقصي، مشيرين إلى أن الكاتب تعجّل في نشر مؤلفه دون أخذ آراء متعددة من ذوي الاختصاص، موجهين لومهم كذلك إلى أدبي المدينة الذي استعجل أيضًا في طباعة الكتاب ونشره، وورود بعض الأخطاء رغم عرضه على محكمين. وبرغم هذا الانتقاد إلا أن البعض امتدح شمولته، مشيرًا إلى أنه ملأ فراغًا في الدراسات عن الحياة التي اندثر معظمها في المدينة، وأن المؤلف وقف على خصائص المجتمع المدني من جميع جوانبها وتجول في أحواش وأزقة المدينة وعرف بأسماء الأسر التي سكنتها وأظهر لوحة لملامح شخصية المدينة المتعددة خلال القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري. وقد استهل نايف فلاح الذي أدار الجلسة الحديث موجهًا نقده للكتاب، مبينًا أن عنوان الكتاب يمثل إشكالية في حد ذاته، متسائلاً: أي موروث في ذكر 1725 اسمًا كانوا يسكنون أحواش المدينة؟، وأي موروث تكون مادته قوائم وإحصاءات؟، وأي قلم في وسعه أن يتناول الموروث الشعبي – إن كان ثمة موروث – بصياغة التقارير وأسلوب السجلات المدنية؟. أما الدكتور عزت عبدالمجيد خطاب فيرى أن الكتاب نواة لمشروع كبير تتضافر فيه وسائل التقنية الحديثة المرئية والمسموعة لتقديم صورة حية ملموسة للمدينة من جميع جوانبها الاجتماعية ويستحسن عرضه في قرص مدمج تتولاه وتدعمه المؤسسات وهيئة السياحة، مؤكدًا أن الكتاب ملأ فراغًا في الدراسات التي تعالج الحياة الاجتماعية بالمدينة في المضمون وفي المنهجية. ووافقه الرأي عبدالرحيم الأحمدي بالإشارة إلى أن الكتاب يمثل مصدرًا شاملاً لمجتمع المدينة فيما يخص مناشط الحياة، لولا أن المؤلف تجاهل ضواحي المدينة التي تحيطها وتمدها بالإنتاج ولم يذكر كيف لأهالي الريف دور في اندثار الأحوشة، كما لم يخضع المؤلف الأمثال الشعبية إلى النطق بلهجة إملائية صحيحة. وفي مداخلة تصادمية واجه ناجي الأنصاري المؤلف ببعض الأخطاء الواردة في كتابه حول الأخطاء الإملائية والتكرار وبعض العادات في المدينة نفي صحتها واستنكر عليه الرمز لفني المدينة بالحروف وعدم التصريح بأسمائهم إلى بعض التفاصيل التي دافع عنها المؤلف الذي أكّد أنه استعان برجال ثقات عاصروا قرون قديمة حكت تاريخ المدينة وحفظت ذاكرتهم موروثها الأصيل، ووعد العسيلان بالأخذ بجميع الملاحظات في الطبعة الثانية للكتاب.