لف الغموض مقتل القائد العسكري للثوار الليبيين اللواء عبد الفتاح يونس مع اثنين مع معاونيه، عندما كان متوجها من الجبهة إلى بنغازي للمثول أمام لجنة عسكرية، وسط تقارير أميركية نقلت عن محللين ومراقبين حول الدور الحقيقي الذي كان يونس يلعبه في صفوف الثوار، وما إذا كان قد قرر في الآونة الأخيرة العودة إلى التعاون مع نظام العقيد معمر القذافي. إلا أن عائلته التي أعلنت ولاءها لثوار بنغازي، اتهموا القذافي بمقتله. ونقلت مجموعة صحف "ماكلاتشي" عن مراسليها في بنغازي أن استدعاء يونس من خطوط القتال حول مدينة البريقة النفطية كان يهدف إلى استجوابه حول أدلة جديدة قدمتها جهات متعددة تشير إلى أنه أعاد اتصاله بالقذافي. وقال التقرير إن يونس الذي انضم إلى الثوار بعد أيام من إعلانهم التمرد على سلطة العقيد "لم يحظ أبدا بثقة قطاع كبير من الثوار. وكان يونس قد اصطدم بالعقيد خليفة حفتر القائد العسكري لقوات جبهة الإنقاذ الليبية المعارضة. غير ان تلك القوات لم يكن لها وجود يذكر على ساحة الأحداث الليبية مما أدى إلى تنحية حفتر جانبا. وأوضح معلقون في أجهزة الإعلام الأميركية أن غياب يونس عن ساحة المواجهات في ليبيا لن يؤثر كثيرا على العمليات العسكرية للثوار التي كانت تتسم بقدر كبير من الضعف على أي حال. وأشار هؤلاء إلى أن الاغتيال لن يؤثر بدوره على الموقف الدولي من الثورة الليبية أو على الجهود الحالية لإنهاء الأزمة في ليبيا. وفيما قال مسؤول بالبيت الأبيض لأجهزة الإعلام الأميركية، إن من الصعب التعليق على واقعة مقتل يونس بسبب غياب التفاصيل، أكد المسؤول نفسه أن "دور حلف شمال الأطلسي مستمر في ليبيا طبقا لقرار مجلس الأمن. وسنواصل تنفيذ التزامات الولاياتالمتحدة المعلنة لتحقيق الأهداف الإنسانية للعمليات وهي حماية المدنيين". عسكريا، هزت أربعة انفجارات على الأقل وسط طرابلس مساء أول من أمس، بينما سمع صوت أزيز طائرات في سماء المدينة. سياسيا، اعترفت البرتغال بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي "حكومة شرعية" في ليبيا. وتعتزم الحكومة الألمانية اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها عزل العقيد الليبي معمر القذافي. فقد ذكر تقرير نشرته صحيفة "برلينر تسايتونج" الصادرة أمس، أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله طلب من المجلس الوطني الانتقالي الليبي إرسال ممثل دبلوماسي له إلى برلين. وكانت ألمانيا اعترفت رسميا بالمجلس الوطني الليبي في يونيو الماضي.