منذ أكثر من شهر، يتعمد عدد كبير من أهالي محافظة رنية الحضور إلى مواقع تسليم الشعير قبل وصول الشاحنات بيوم على الأقل والمبيت هناك لتفادي الزحام الذي يحصل نتيجة انعدام أكياس الشعير، الأمر الذي ساهم في إغلاق الطرق المؤدية لمكان البيع أمام مركز شرطة رنية، وسط اتهام المواطنين للمتعهدين ببيع الكميات المخصصة للمحافظة في مدينة جدة بدلا عن عناء النقل. وقال المواطن ناصر مترك السبيعي: إنه منذ أربعة أيام لم يستطع أن يقدم لماشيته سوى العلف بسبب انعدام الشعير، ومضى له يومان في الطابور للظفر بخمسة أكياس. وحمل المواطن سعد خالد السبيعي، متعهدي النقل جزءا كبيرا من المسؤولية، لأنهم يتعمدون حسب كلامه بيع الكميات المخصصة لرنية في مدينة جدة نظرا لوجود من يشتري بنفس السعر هناك، إضافة إلى أن فئة أخرى من المتعهدين يقومون بتخزين الشعير في مستودعاتهم والبيع على أقاربهم دون بقية المواطنين. وطالب المواطن سحمي عبيد السبيعي، بالضرب بيد من حديد على كل من يثبت استغلاله للأزمة واحتكار الشعير وحرمان المواطنين منه. إلى ذلك، أكد محافظ رنية عبدالله محمد العثيمين أن المحافظة تعاني من أزمة حادة في الشعير أسوة بالمحافظات المجاورة، ويرفع يوميا لإمارة منطقة مكةالمكرمة بذلك. وأضاف: أنه سعيا لمنع أي تلاعب كونت لجنة من ست جهات هي المحافظة، البلدية، الشرطة، المرور، الزراعة، التجارة؛ لتقوم بالإشراف على عملية البيع، ومن ثم تمنح المتعهد مشهدا يثبت أنه أفرغ حمولته بالمحافظة حتى يتمكن من التحميل مرة أخرى. وشدد على أن المحافظة لن تتهاون مع من يثبت تلاعبه، مبينا أنه قبض أمس على شاحنتين حاول صاحباها تجاوز المحافظة والبيع في الأطراف، وسلمت إلى مقر الشرطة حيث تولت اللجنة المشكلة بيع الحمولة على المواطنين.