كشفت قائمة الأدلة وأقوال الشهود التي أعدتها هيئة التحقيق القضائية في واقعة الاعتداء على المتظاهرين بميدان التحرير في فبراير الماضي المعروفة ب "موقعة الجمل" أن رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف هو العقل المدبر لفكرة المسيرات والتجمعات المؤيدة للرئيس السابق مبارك التي ضمت مجموعات من البلطجية قاموا بالاعتداء على المتظاهرين. وتبين لهيئة التحقيق أن الشريف تواصل هاتفياً مع أعضاء الحزب الوطني وقام بتحريضهم على فض التظاهرات المناوئة لمبارك بالقوة والعنف، وإن اضطروا إلى قتل المتظاهرين وتصفيتهم. وفيما يواصل رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف مشاوراته مع شخصيات عدة بشأن تكليفهم بمهام وزارية جديدة في التشكيل المرتقب، اتفقت 18 جهة من القوى الوطنية السياسية من حركات وأحزاب وائتلافات حول بيان يتضمن مجموعة من المبادئ للحفاظ على سلمية الثورة واستخدام الوسائل المشروعة للاحتجاج السلمي، ومن بينها الإضراب عن الطعام والعصيان المدني، لإجبار السلطة على تلبية كل مطالب الثوار. ووجهت جبهة 8 يوليو الدعوة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للنزول إلى ميدان التحرير اليوم والتعهد بتنفيذ كل مطالب الثورة وأن "يأخذ شرعيته الجديدة من ميدان التحرير". من جهة أخرى أكد وزير الخارجية المصري محمد العرابي دعم المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى للاقتصاد المصري بعد الثورة، مشيراً إلى أن دعم المملكة والإمارات وصل بالفعل إلى البنك المركزي المصري. وقال في ملتقى "رياض النيل الفكري" الذي ينظمه سفير خادم الحرمين بالقاهرة السفير أحمد قطان إن "المساعدات العربية لمصر ليست مجرد تصريحات وإنما هي خطوات عملية". وعن علاقات مصر مع إيران قال العرابي "ليس هناك أي تحفظ خليجي على هذه العلاقة، ولا توجد قطيعة بين مصر وإيران وهناك مكاتب لرعاية المصالح ونحن في حالة حوار مستمر من أجل الوصول إلى علاقات صحية بين البلدين وفي الوقت المناسب سيتم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين". على صعيد آخر، أكد رئيس المفوضية الأروربية جوزيه مانويل باروسو الذي وصل إلى القاهرة أمس على دعم الاتحاد الأوروبي لمرحلة الانتقال الديموقراطي التي تمر بها مصر معتبرا أن "الثورة لم تنته بعد". وقال باروسو في كلمة عرض فيها موقف الاتحاد الأوروبي من "اليقظة العربية" خلال مؤتمر صحفي عقده في دار الأوبرا "أنتم تقومون بالفعل الصواب وهو يحدث فرق". وتابع "إذا كنتم تستطيعون الاستمرار لتحقيق النجاح فإن المثال المصري سيعطي الآخرين زخما جديدا لضمان تحقيق حريتهم أيضا". وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يدرك أن "الثورة لم تنته وأن هناك العديد من المخاطر التي يتعين مواجهتها"، مضيفا أن "التوقعات عالية واحتمالات الإحباط مأخوذة بعين الاعتبار". واعتبر باروسو أن "الديموقراطية وحدها لن تقضي على الفقر ولن تكفل توفير فرص العمل التي تحتاجها مصر".