خرج مئات الآلاف في مناطق يمنية عدة أمس للمطالبة بالتسريع في تشكيل المجلس الانتقالي الذي يطالب به شباب التغيير، وتجاوبت معهم المعارضة المنضوية في تكتل أحزاب اللقاء المشترك التي شكلت لجاناً لدراسته. وكانت أبرز التظاهرات في صنعاء وتعز وإب والضالع وصعدة، حيث طالب المشاركون بضرورة التحرك لإعلان المجلس الانتقالي استناداً إلى "الشرعية الثورية" التي تفرض اتخاذ مثل هذه الخطوة. كما تظاهر في صنعاء، عشرات الآلاف أمس تضامناً مع أبناء محافظة أبين التي يسيطر مسلحون من القاعدة على أجزاء منها، متهمين السلطات بتسليم هذه المناطق إلى التنظيم. وانطلق المتظاهرون من وسط ساحة التغيير نحو منزل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي مرددين شعارت تتهم نظام الرئيس علي عبدالله صالح بدعم وتسهيل دخول الجماعات المسلحة المتطرفة إلى مدينة زنجبار عاصمة أبين، والتسبب في نزوح عشرات الآلاف من أبناء المحافظة. ولم يسمح حراس منزل هادي إلا لوفد من خمسة أشخاص بتجاوز الحاجز الأمني أمام بوابة منزل نائب الرئيس والدخول لمقابلته وتسليمه رسالة باسم المتظاهرين. وجاءت التظاهرات على وقع المواجهات الدامية بين قوات الجيش والأمن في كل من تعز وأرحب، إضافة إلى المواجهات المستمرة في محافظة أبين الجنوبية مع الجماعات المسلحة المنتمية إلى "أنصار الشريعة" والتي يشتبه بانتمائها إلى القاعدة. وعززت القوات الموالية للرئيس صالح من تواجدها على مداخل مدينة تعز، لمنع وصول تعزيزات قبلية مسلحة من المناطق الريفية المحيطة بالمدينة لدعم صفوف المقاتلين الموالين للمعتصمين في ساحة الحرية. وأوضحت مصادر محلية بمنطقة التعزية بتعز أن الحرس الجمهوري استأنف قصف المنطقة بعد توقف لم يدم سوى يومين، ما تسبب في إلحاق أضرار بالعديد من المنازل والمنشآت الخاصة، فيما تصاعدت المواجهات المحتدمة منذ أيام بين مجاميع قبلية موالية للمعتصمين في ساحة الحرية وقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي، لتصل إلى مناطق عديدة مجاورة. وذكرت مصادر ل "الوطن" أن ما يقرب من 23 شخصاً (ثمانية موالين للثورة الشبابية، وسبعة جنود، وثمانية مدنيين) قتلوا، وأصيب العشرات خلال هذه المواجهات. وأوضحت المصادر أن الكهرباء انقطعت عن معظم أنحاء تعز عقب إطلاق قوات عسكرية النيران على محطة الكهرباء المركزية بالمدينة خلال الاشتباكات، إلا أن مصادر حكومية قالت إن فريقاً هندسياً بدأ بإصلاح الخلل لإعادة التيار الكهربائي. إلى ذلك سلم نخبة من الناشطين الحقوقيين بتعز لجنة الأممالمتحدة المكلفة بتقصي حقائق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن ملفاً مصوراً متكاملاً يوثق الانتهاكات والاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الموالية للنظام ضد المعتصمين والمتظاهرين سلمياً. وتثبت الوثائق تورط المسؤولين المدنيين والعسكريين في عمليات القمع المسلح والعنف الذي تعرض له المعتصمون في تعز. وأكدت مصادر أن الناشطين طالبوا اللجنة بإدراج أسماء هؤلاء في القائمة السوداء للمتسببين في الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في اليمن لملاحقتهم دولياً. إلى ذلك تفاقمت الأوضاع الإنسانية في مديريتي "أرحب ونهم" جراء تصاعد العمليات العسكرية العنيفة التي تنفذها منذ أيام وحدات من الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح، العميد أحمد صالح، الأمر الذي تسبب في نزوح معظم سكان القرى المستهدفة باتجاه مديريات مجاورة بعمران.