تجري الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي اتصالات مكثفة مع أطراف المعارضة اليمنية والحزب الحاكم في اليمن من اجل إعطاء زخم سياسي للمبادرة الخليجية في خضم الأزمة التي اخذت منحىً خطيرا في الشارع اليمني. وقال مصدر دبلوماسي ل" الرياض" إن " الخليجي " يواصل اتصالاته مع الحزب الحاكم والمعارضة في هذا المجال لكن يبقى توقيع الرئيس صالح أساسيا في هذا الخصوص ". وكان المجلس الوزاري الخليجي علق المبادرة بعد أن عرقل توقيعها أكثر من مرة. وفي هذا الجانب قال المصدر إن تعليق المبادرة لم يكن يعني توقيف العمل بها أو إلغاءها بل إن الوزاري الخليجي طالب الرئيس صالح في ذات البيان الإسراع بالتوقيع. الدعوة لمسيرات شبابية للسيطرة على مطار صنعاء لمنع عودة (الرئيس) ويظل الموقف مرهونا بصحة الرئيس صالح الذي تحدثت تقارير غربية عن إصابة بليغة لحقت إحدى رئتيه الأمر الذي يتناقض مع رواية أن علي عبدالله صالح سار على قدميه من الطائرة إلى سيارة الإسعاف التي توجهت به نحو مستشفى القوات المسلحة بالرياض. من جانب آخر قال مقربون من الرئاسة اليمنية إن رئيس الوزراء علي مجور بدأ بالحديث مع المقربين له بعد أن أجريت له جراحة لمعالجة الحروق التي لحقت بالجزء العلوي من جسده إلا أنه مازال تحت الرعاية الطبية. وفي شأن الشارع اليمني الذي اتجه نحو العنف والاقتتال سيطرت المعارضة على تعز إحدى أهم المدن الرئيسية في اليمن. أكد ذلك الشيخ حمود سعيد المخلافي شيخ مشايخ تعز الذي قال إن مسلحين تابعين للمعارضة سيطروا على هذه المدينة أمس الثلاثاء بعد مواجهات مع القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح. وأضاف الشيخ حمود في اتصال هاتفي إن "تعز سقطت بأيدي "الثوار" بشكل فعلي". وتابع رداً على سؤال "لا تزال الثورة سلمية حتى الآن، وان شاء الله حتى النهاية التي اقتربنا منها. لقد تعهدنا حماية المتظاهرين سلمياً عندما تعرضوا لإبادة جماعية ودورنا هو حماية المعتصمين". الى ذلك قتل يمنيان وأصيب عشرة آخرون عندما قصفت قوات الحرس الجمهوري عدة أحياء في مدينة تعز مساء الاثنين، ودارت اشتباكات عنيفة في المدينة ومحيط القصر الجمهوري حتى صباح امس الثلاثاء. وقال شهود عيان ان قوات الحرس الجمهوري قامت بالقصف في وقت واحد من جهات القصر الجمهوري والأمن المركزي ومستشفى الثورة وحي الروضة والمطار القديم والحوبان ومحيط السجن المركزي وحي الميدان، وباتجاه منازل في محيط ساحة الحرية وأحياء أخرى من بينها حي كلابة والمدينة القديمة، كما تم قصف سكن أعضاء هيئة التدريس في جامعة تعز. وقال شهود العيان ان عددا من المنازل تضررت. وقالت مصادر مطلعة ان الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي ادت الى مقتل أربعة جنود وإصابة عشرة اخرين فيما لا يعرف عدد القتلى في صفوف المسلحين من انصار شباب الثورة والذين انتشروا بكثافة امس في شوارع تعز فيما انتشرت الدبابات في عدد من الشوارع وفي فناء مستشفى الثورة. وكانت مواجهات واشتباكات في منطقة جبل حبشي والضباب مساء الاثنين ادت الى مقتل اربعة جنود وإصابة عشرة مسلحين ارادوا الدخول الى المدينة لحماية المعتصمين فمنعتهم قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي. وبدت شوارع المدينة خالية امس الا من المسلحين وقوات الحرس الجمهوري. وحذر السكان والاطباء من كارثة صحية جراء انتشار القمامة والمجاري في شوارع المدينة بعد ان قطعت قوات الحرس الشوارع وحالت دون تمكن عمال النظافة من جمع القمامة او اصلاح المجاري. وقد ادى الوضع الامني المتدهور في المدينة الى نزوح الالاف الى القرى فيما اعتبرت منظمات حقوقية تصاعد العنف ضد تعز بمثابة انتقام من الحكومة والنظام ضد ابناء المدينة التي حركت الثورة ضد النظام وكان لابناء تعز الدور البارز في التظاهرات التي شهدتها عموم مناطق اليمن. وقال المرصد اليمني لحقوق الانسان ان هناك بعدا طائفيا فيما يجري في تعز متهما النظام باستئجار "قتلة مدفوع لهم" وجلبهم من محافظات اخرى للمارسة والانتقام من تعز . هذا وشهدت عدد من المدن امس تظاهرات تطالب بتشكيل مجلس انتقالي ثوري والانتقال الى مرحلة ما بعد علي عبدالله صالح . وأكد الناطق باسم اللجنة التنظيمية لثورة الشباب السلمية في اليمن، وسيم القرشي، أنه إذا لم يتم تشكيل مجلس رئاسي انتقالي خلال هذا الأسبوع، فإن شباب الثورة اليمنية سيشكلون مجلسا انتقاليا من بين صفوفهم، وسيعملون على " تصعيد الاحتجاجات ضد نائب الرئيس وكافة بقايا نظام علي صالح والمتواطئين معهم عبر مسيرات شبابية تهدف للسيطرة على كافة المواقع السيادية بالبلاد وفي مقدمتها مطار صنعاء لمنع عودة الرئيس علي صالح إذا ما قرر العودة لليمن".