انطلقت تظاهرة معارضة أمس الأربعاء شارك فيها مئات الآلاف من الشوارع المحيطة بساحة التغيير في صنعاء، التي يعتصم فيها المطالبون بإسقاط النظام منذ أشهر، وتوجهت إلى دوار القيادة القريب من مقار حكومية بارزة من بينها وزارة الدفاع. وعند الدوار شكلت القوات الحكومية الموالية سدًّا أمنيًّا وأجبرت المتظاهرين على الانعطاف والعودة إلى ساحة التغيير. وردد المتظاهرون شعارات منددة بالرئيس اليمني خصوصا «لن نرتاح حتى يعدم السفاح» و»لن نرتاح لن نحيد مطلبنا يمن جديد». وقال القيادي في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة وليد العماري: إن المحتجين سيصعدون تحركاتهم في الأيام المقبلة. من جانبها أصدرت نيابة صيرة بمحافظة عدن مذكرة وجهتها إلى رئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة للمطالبة باعتقال مدير أمن عدن السابق ومدير أمن محافظة تعز حاليا العميد عبدالله قيران، والتعميم على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية لضبطه ومنعه من مغادرة البلاد. ويتهم قيران بتعذيب شاب يدعى أحمد الدرويش حتى الموت في محافظة عدن، كما يتهم بقتل المتظاهرين والمعتصمين في محافظة تعز. وتفيد التقارير بأنه «المتهم الرئيسي» في محرقة ساحة الحرية بتعز التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى. وكانت محكمة صيره الابتدائية التي تنظر في قضية مقتل الدرويش أصدرت قرارا بتكليف النيابة العامة بتحرير تعميم إلى كافة الجهات المختصة في المنافذ البرية والبحرية والجوية في الجمهورية بمنع كل من المتهمين عبدالله قيران مدير أمن محافظة عدن السابق ومصطفى الحوري (لم تذكر التقارير منصبه أو مهمته) من مغادرة الجمهورية وضبطهما عند تواجدهما في أي منفذ وإحالتهما إلى النيابة العامة بعدن. إلى ذلك أسقط مسلحون قبليون صباح أمس الأربعاء طائرة حربية يمنية في منطقة أرحب شمال صنعاء، حسبما أفادت مصادر قبلية وشهود عيان. وأكد موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع سقوط الطائرة، وذلك نقلا عن مصدر عسكري مسؤول حمل قيادات في المعارضة المسؤولية عن الحادث. وقال مصدر قبلي: إن مقاتلين قبليين «أسقطوا بواسطة المضادات الجوية طائرة حربية في بيت عذر وسط منطقة أرحب» على بعد 40 كلم شمال صنعاء، مشيرا إلى أن الطائرة من طراز سوخوي 22. كما أكد مصدر قبلي أنه تم العثور على الطيار حيا في المنطقة وبات في أيدي القبائل دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل. ويقوم الطيران منذ أيام بقصف قرى منطقة أرحب شمال صنعاء دعما للقوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح التي تخوض معارك مع مسلحين قبليين معارضين في هذه المنطقة لا سيما بعد مقتل عميد في الحرس الجمهوري مع ستة جنود آخرين خلال هجوم قبلي في نهم (60 كلم شمال صنعاء) ليل الأحد الاثنين. وأفاد مصدر قبلي أن ثلاثة مسلحين قبليين قتلوا ليل الثلاثاء الأربعاء في نهم. وأدت المعارك في المنطقة بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة، وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس إلى عشرات القتلى.