دخول أربع نساء للمشاركة في صنع القرار في نادي حائل الأدبي وجد من يعلق عليه آمالا لإنصاف المرأة، وإبراز حضورها على الساحة الثقافية، في حين يظل هاجس ضعف القرار وتفرد الرجل به هاجسا مقلقا قد يخلق عقبات جديدة تنحرف بمسيرة النادي الثقافية حتى تجعله مركزا اجتماعيا يعنى بالقضايا الاجتماعية أكثر من القضايا الثقافية والمثقفين. لم تغب المرأة خلال الفترة الماضية عن الأندية الأدبية وشاركت من خلال إدارتها للجان النسائية إضافة إلى مشاركتها في جميع مناشط الأندية الأدبية، ووجودها في مجالس الإدارات سيضعها أمام تحد لإثبات قدرتها على المساهمة الفاعلة في مسيرة الأندية. عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي الدكتورة الجوهرة الجميل، ترى أن انطلاق الإصلاحات الإدارية في عهد خادم الحرمين الشريفين ومنها التنظيمات الإدارية الخاصة بدخول المرأة للمشاركة في صنع القرار في عدة مجالات منها الأندية الأدبية هي نقلة تاريخية حاسمة وضرورية تتطلبها المرحلة الحالية التي امتازت بالكثير من التغيرات الاجتماعية والثقافية والانفتاح الإعلامي. وأضافت الجميل: المرأة باعتبارها نصف المجتمع النابض بالحنان هي الأقدر على التأثير الاجتماعي وستكون قوة فاعلة في إدارة الحراك الثقافي والتأثير الإيجابي وتحمل المسؤولية الاجتماعية، وفق ثوابت ديننا الحنيف وقيم مجتمعنا السعودي بما تحمله من سمات قيادية سطرها التاريخ وعززتها القدرات العلمية التي وصلت لها المرأة السعودية. وأكدت الجميل أن المرحلة القادمة لنادي حائل الأدبي ستكون مرحلة التخطيط والتنظيم والتنوع الثقافي ومرحلة ولادة إبداعات متنوعة من الجنسين. ويرى عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي سابقا الزميل شتيوي الغيثي أن وجود المرأة أمر محفز على الفخر كون المرأة الحائلية استطاعت أن تكون فاعلة في المشهد الثقافي وجميع الأسماء النسائية اللواتي فزن في المجلس هن من النساء الفاضلات والمعروفات في المجتمع الحائلي منذ فترة طويلة وجهودهن معروفة ومشكورة قبل أن يصبحن عضوات. وأضاف الغيثي: هذا تتويج لجهدهن طيلة تلك السنوات، وأثبت المجتمع الحائلي أنه مجتمع فاعل من خلال قبوله الانتخابات والمنافسة وقبول منافسة المرأة في المجلس، مشيرا إلى أن المجتمعات الطبيعية هي المجتمعات التي تقبل حراك المرأة دون أن تتوجس، وهذا مشاهد في المجتمع الحائلي حيث لم يتوجس الرجال من فوز أربع نساء من مجموع عشرة مقاعد، وهي الأعلى نسبة حتى الآن على مستوى الأندية التي جرت فيها الانتخابات. وقال الغيثي: إن الفوز يشي بما يمكن رصده كتحولات في بنية المجتمع، إذ حتى الإسلاميون قبلوا دخول المرأة في التصويت والترشيح والزمالة الثقافية بعد فوزهن، وهذا تحول إيجابي في بنية المجتمعات التقليدية التي لم تكن تقبل المرأة من قبل، والآن على المرأة السعودية والحائلية بالذات أن تثبت ذاتها كمستحقة فعلا لهذه المقاعد من خلال تكثيف العمل الذي سوف يعود على المجتمع والمرأة على السواء.