أكدت ل «عكاظ» رئيسة اللجنة النسائية في نادي حائل الأدبي وكيلة القبول والتسجيل في جامعة حائل عائشة صالح الشمري، أن المرأة أصبحت صوتا ثقافيا مستقلا، متمنية أن تنص لائحة الأندية الأدبية بعد تعديلها على ضم النساء إلى مجالس الأندية. ولفتت رئيسة اللجنة النسائية في أدبي حائل إلى أن هناك جملة من الظروف التي تؤثر على عطاء المرأة الثقافي، قائلة «إذا قصرت المرأة في حضورها الثقافي فهذا جراء صنيعة مجتمعها وليس صنيعة ذاتها المبدعة. وأشارت الشمري إلى أهمية تفاعل المثقفات مع النادي لينهض بدوره، مضيفة « هذا ما ننتظره من مثقفات المنطقة اللواتي دأبن على تقديم المقترحات التي من شأنها أن تزيد رؤية النادي إشراقا، فآراؤهن المنبنية على التجربة العميقة، والإحساس الدافئ بالحياة لا بد أن تشكل إضافة جميلة للنادي، كما أننا ننسق معهن للقيام بالأنشطة المتنوعة التي تترجم تلك الرؤى لتكون على أرض الواقع». وأفادت الشمري أن عصر الوصاية الثقافية على المرأة قد ولى وأن المرأة لن تكون ضلالا للطرف الآخر. • هل استطاع النادي الأدبي أن يميط اللثام عن الوجه المشرق لأديبات ومثقفات حائل؟ وهل ساهمتم مباشرة في نقل المبدعات من دوائر الظل إلى وهج الإعلام؟ نعم ذلك هو دور النادي، وهذه هي رسالته التي يؤمن بها وينافح من أجلها، فالمبدعات يشكلن هاجس النادي، والأخذ بأيديهن للمستقبل الأدبي اللائق بهن هو ما نصر عليه، وقد كان ذلك عبر إقامة الأمسيات والمحاضرات للواعدات من فتيات المنطقة، وإقامة مسابقة «إبداع» وأصدر النادي «سنابل جبلية»، وهي مجموعة قصصية واعدة، ومبشرة بكل خير لمبدعات قادمات بقوة لفرض أسمائهن في المشهد الثقافي، كما أن النادي يعتزم إقامة حفل توقيع الكتب التي تصدر من مثقفات المنطقة، واللجنة النسائية رشحت عددا المبدعات لحضور المعارض والمؤتمرات ومازلنا نفتش عن مبدعات أخريات في المنطقة. • البعض يرى أن النادي لم يقدم أنشطة متنوعة، مرجعين ذلك الإتهام لأسباب الأهواء والمزاجية لدى اللجنة النسائية؟ كلام مردود على أصحابه فالسمة الأولى للجنة النسائية والتي أهلتها لأن تتصدر خلال العام الماضي المركز الأول على اللجان النسائية في المملكة هو التنوع الواضح في الطروحات المقدمة، والتوجه لكافة شرائح المجتمع على اختلاف وتباين فئاته العمرية والفكرية والثقافية، فأمسيات تارة، محاضرات أخرى، دورات، توقيعات كتب، قراءات نقدية، وغيرها من الأنشطة، وقد استهدفنا الجميع بدون استثناء، والشمس سيدي لا تغطى بغربال، وأقول لأولئك الذين لم يبصروا نتاجات اللجنة النسائية بعين الإنصاف والعدل، أن يتوجهوا بشكل موضوعي للجنة النسائية ويضعوا أيديهم بيدها حتى يكتمل إشراقها، ولا داعي البتة لمصادرة ما قامت به على وجه الحقيقة لأي غاية يتغيونها. • البعض يرى أن الأنشطة النسائية شحيحة جدا ولا تفي بالإمكانيات الأدبية والثقافية للمنطقة، هل تعانون من ضغط اجتماعي أو ما شابه ذلك؟ اللجنة النسائية تعمل مع باقي اللجان الأخرى في النادي، وليس من المقبول أن تستأثر اللجنة بكل الأنشطة، وما تقدمه اللجان الأخرى متاح حضور المرأة والمشاركة به، وما نقدمه هو أولا وأخيرا موجه للمجتمع، أما الضغط الاجتماعي فلم أواجهه خلال ترأسي للجنة النسائية. • إلى ماذا تعزين قلة الحضور النسائي؟ منيت الثقافة في العصر الحالي بإشكاليات كثيرة، وفي عالمنا العربي انسحب المهتمون بالشأن الثقافي إلى الخلف جراء شبكة من الأسباب السياسية والاقتصادية، هذا حال الرجل المثقف العربي، فإذا ناقشنا حالة المرأة التي تحكمها أسباب مضاعفة تقيد حراكها الثقافي، كان الوضع أكثر صعوبة، فما بالك في منطقة محافظة مثل حائل، ولكن المأمول أن تظهر في المستقبل بشكل أكثر جلاء ووضوحا. • أين التغيير والتطوير الذي تفخر به اللجنة النسائية في النادي خلال هذه الفترة؟ العمل الثقافي الحقيقي لا يخضع للمفاخرة والمباهاة، وما قدمناه كان بدافع جمع الجزر المتفرقة من المثقفات في حائل، وتقديم ولو بعض مما يتطلعن له، أما ثيمات التغيير فتجلت فيما ذكرت لك من توالي الطروحات التي لا تتوقف، هذا الحضور الدائم للأمسيات والقراءات النقدية والأمسيات والدورات وقّع لحضور اللجنة النسائية توقيعا لطيفا، واستدخل في وعي الجميع حضورنا وهاجسنا الثقافي الذي لا ينفك يتشكل عبئا حضاريا أخذنا على عاتقنا إنفاذه ونقاشه وطرحه بكل الوسائل. • هناك العديد من الفتيات يردن المشاركة لكنهن لا يعرفن أين موقع النادي؟ موقع النادي معروف في المنطقة وأظن أنه لا يخفى على أحد، ووسائل التواصل متاحة على موقعه الإلكتروني، واللجنة النسائية قامت بجولات تعريفية على عدد من كليات البنات في وقت سابق، ولازالت تبحث عن كل من لها اهتمام ثقافي للاستفادة منها وإفادتها بما هو متاح لنا. • البعض يقول: إن اللجنة النسائية تكرر ذاتها ولا جديد؟ عذرا، لا أحد يكرر ذاته، فالعمل في اللجنة عمل جماعي، والذات ليست مكانا لها، ومن خلف اللجنة يقف مجلس الإدارة الذي يساندها ويسعى معها لتحقيق الأهداف التي تتبناها الأندية الأدبية، ثم قد يتكرر شكل النشاط ولكن محتواها دائما متجدد، فالموضوعات المناقشة في أروقة اللجنة هي موضوعات الساعة، والقضايا الخلافية الإشكالية تحتاج لطرح مزيد من الأسئلة تماما كطرح المزيد من الإجابات، وهذا ديدن كل المهتمين بالشأن الثقافي، فلا أشكال فضائية حتى يدعى التجديد في الشكل، وإنما تجديد واهتمام بمحتوى نقدمه على تباين في شكل الطرح قدر الوسائل المتاحة لنا. • ماذا يعني دخول المرأة كشريك رئيس في مجالس الأندية العامة وفي حائل خاصة؟ يعني الاعتراف بأهليتها وقدرتها على المشاركة، وانفساح مزيد من الآفاق التي ستغنيها بقدر من السلام والتسامح، عوض التساؤل المحفوف بشيء من التوجس، فالاعتراف الرسمي سبيل جيد للاعتراف المجتمعي العام، وهذا يضع المرأة في قالب من المقبولية العامة التي تأخذها دون اضطرار للصراع والنزاع من أجل تحقيق بديهيات حضور المرأة الثقافي، ونتمنى أن تنص اللائحة خاصة بعد إعلان التعديل عليها على ضم النساء في مجالس الأندية بأن يكون لها دور فاعل ورئيس في المجلس. • هل النشاط الثقافي النسائي بلا قيمة مضافة .. مجرد انشطة نسائية فقط ؟ يجب الآن على المثقفين التسليم بحراك المرأة الثقافي، وأنه حراك نوعي يشابه حراك الرجل ويتميز عنه بتميز تجربتها الحياتية الخاصة، فهي لون جديد، وإضافة من العقلانية بمكان الانتباه إلى عمقها، وسبر غورها، وإذا كنا علميا لا نستطيع التفريق بين عقل الرجل والمرأة.. وقلب الرجل والمرأة.. فإننا إزاء تجليات تلك المساواة الطبيعية الفسيولوجية علينا أن نتأكد من موازاة المساواة الثقافية والقدرة على الإنتاج والإبداع، ثم ينسرب كل من الطرفين متميزا بحسب المعطيات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مرة أخيرة علينا ألا نزايد على قدرة المرأة على الإبداع، فالإبداع ساكن في روح المرأة والرجل، بل وأزيد على ذلك، إذا قصرت المرأة في حضورها الثقافي فهذا جراء صنيعة مجتمعها وليس صنيعة ذاتها المبدعة. • صوت المرأة وفعلها هل وصل في منطقة حائل وهل هو فعل أم ردة فعل؟ هو فعل، فقد ولى زمن الظلال وأن تكون المرأة ظلا للطرف الآخر، فالمرأة لها صورتها الحقيقية والتي تستحق أن تطرح وترى من قبل المجتمع بصورتها المتألقة. • يلاحظ اقتصار دور النادي على النشاط المنبري.. بماذا تعلقين؟ لا أجد صحة بما تذكر والدليل وجود ورش العمل والدورات والمسابقات وتواقيع الكتب وتكريم رجالات ونساء حائل في النادي الأدبي. • سمعنا عن خلاف كبير وحاد بين العضوات بشأن إدارة القسم النسائي، وهل توافقين أن النادي تديره الشللية؟ خلال الفترة التي قضيتها في النادي لم يكن في النادي أي نزاع، والدليل النجاح الذي حققته اللجنة النسائية والذي لم يكن إلا بوجود روح التآلف والتعاون بين عضوات اللجنة النسائية، وبحق الله لن تجتمع صناعة النجاح والخلافات مع بعضهما.