قال مختصون إن تدشين المشاريع الصناعية في رأس الزور ومنها مشاريع شركة التعدين العربية السعودية "معادن"، يمهد لإنشاء عشرات المصانع في مجال التعدين والألمنيوم بمليارات الدولارات في غضون السنوات العشر المقبلة، ويمثل بدء مرحلة جديدة للاقتصاد الوطني، ومساهمة فاعلة للصناعة السعودية في نمو الناتج المحلي. وأشاروا إلى أن المدينة التعدينية برأس الزور تتوفر فيها العديد من أسباب النجاح من بنية تحتية قوية وعوامل الجذب الاستثماري وتوفر منافذ التصدير، إضافة إلى حسن الإدارة الشامل للهيئة الملكية للمدينة بأسلوب تقني يمتلك الدراية والخبرة الكافية لتحقيق التنافسية العالمية في مجال الاستثمارات الصناعية العملاقة بالمملكة. وقال رئيس مجلس إدارة مركز تنمية الصادرات السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل في تصريح إلى "الوطن" إن تدشين معادن لمصانعها في رأس الزور يعني بدء مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي، والمساهمة في ارتفاع الناتج المحلي بصورة ناجحة بكل المقاييس؛ نظرا للإدارة الناجحة لها من قبل الهيئة الملكية للجبيل وينبع، إضافة إلى أن قرب المدينة التعدينية من الجبيل يكسبها ميزة نسبية من شأنها خلق التكامل في الصناعات الأساسية والتعدينية والتحويلية. ويأتي هذا بالتزامن مع تدشين قطار التعدين، وبدء عمليات التصدير من ميناء رأس الزور. وأبان الزامل أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة الواقعة على الخط السريع الرابط بين مدينتي (الجبيل- ورأس الزور) بطول 60 كلم خلال ال10 – 15 سنة إنشاء عشرات المصانع في مجال التعدين، والألمنيوم بمليارات الدولارات التي تعتمد على المنتج النهائي للمدينة التعدينية برأس الزور، إضافة إلى تمدد بعض مصانع الصناعات التحويلية التي تعتمد صناعاتها على منتجات الجبيل مما يجعل من هاتين المدينتين الصناعيتين مدينة واحدة مستقبلا؛ نظرا لتقلص المسافة بينهما بسبب التكامل الاستثماري والصناعي. وقال العضو المنتدب لشركة أرسيلور ميتال للحديد والصلب السعودية محمد الجبر، في تصريح إلى "الوطن" أمس إن شركته تخطط لاستثمارات عملاقة خلال نصف العقد الجاري يتجاوز حجمها 3 مليارات دولار في السوق السعودي، مبينا أن الشركة حاليا بصدد الانتهاء من دراسة للتوسع الرأسي للاستثمار في صناعة الحديد في "الجبيل2"، إضافة إلى مشروعها القائم حاليا، كما تجري دراسات مبدئية لإنشاء مصنع للحديد في رأس الزور باستثمارات عملاقة؛ حيث تعتبر المدينة التعدينية في رأس الزور بيئة حاضنة للاستثمار الصناعي بصورة توازي ما تمتلكه الجبيل وينبع من مميزات استثمار، وعوامل جذب اقتصادية حيث غاز اللقيم ومنافذ التصدير عبر ميناء رأس الزور، والربط الحديدي المخطط اكتماله قريبا مع الجبيل الصناعية بميناءيها التجاري والصناعي إضافة إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام. وذكر أن عملاق صناعة الحديد والصلب (أرسيلور ميتال) العالمية تعمل لاستغلال خام الحديد في مناجمها المنتشرة حول العالم في كندا وأوكرانيا وكازخستان والبوسنة. وأوضح أن مناجم الحديد في أفريقيا (غينيا - ليبيريا - موريتانيا) ستعزز من تحقيق أهدافها لخلق التكامل الصناعي والاقتصادي في صناعة الحديد والصلب في السعودية، فاستراتيجية الاستثمار تمثل حلقة تكامل مع فروع الشركة الأم حول العالم، ومن ذلك توفير كتل الصلب من مصانع الشركة في شرق أوروبا.