قال اقتصاديون إن ربط الموانئ السعودية بسكة حديد سيسهم في رفع الحركة الاقتصادية في المملكة، وزيادة عمليات نقل البضائع والركاب، ما يعزز تحقيق نمو اقتصادي شامل في المجالين الصناعي والتجاري بالإضافة إلى تدفق السلع. وقدر الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لخدمات الموانئ المحدودة الكابتن إبراهيم الحمد أن يسهم ربط الموانئ السعودية بسكة حديد في رفع الحركة الاقتصادية بنسبة تصل إلى 40%. وقال الحمد "على الجهات المعنية الإسراع في اعتماد مشاريع الربط الحديدي لاكتمال خط الشمال الجنوب الذي بدأ بتشغيل قطار التعدين من حزم الجلاميد في الشمال إلى ميناء رأس الزور شمال الجبيل على مياه الخليج العربي، فالنقل بالقطار يحقق السرعة، والكفاءة، ورفع الإنتاجية". وأوضح أن الموانئ تعتبر بوابة الاقتصاد، ووسائل النقل عمودها الفقري فلا بد من التكامل التام بين الموانئ والنقل لتحقيق نمو اقتصادي كامل. من جانبه قال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين إن إنشاء مشاريع الربط الحديدي يهدف لخلق وسيلة نقل آمنة ومنضبطة يمكن الاعتماد عليها، لربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، لتنفيذ مرحلة جديدة من التنمية الشاملة التي تحتاجها المملكة في الوقت الحالي. وأبان أن ربط الشبكة الداخلية بشبكات قطارات دول الخليج العربي سيسهم في تحقيق أهداف استراتيجية واقتصادية ضخمة على المدى المتوسط والبعيد. وذكر أن تشغيل قطار التعدين سيعجل في استكمال منطقة رأس الزور، وسيوفر دعما لوجستيا لقطاع الإنتاج في المنطقة؛ وسيساعد في تنمية المناطق البعيدة، والمدن المعزولة. وأوضح البوعينين أن تشغيل قطار التعدين ينهي مرحلة طويلة من الاعتماد على الشاحنات في النقل البري، وهي الوسيلة التي كبدت الدولة خسائر فادحة مرتبطة بصيانة الطرق، وتحديثها، وعدم القدرة على إنشاء بعض المشروعات وتطوير القائم منها لأسباب لوجستية، ومن أهمها عدم توفر شبكة قطارات حديثة تساعد على النقل البري بأسلوب عصري حديث يسهم في انضباطية الحركة، والالتزام بالوقت، ونقل الكم الأكبر من احتياجات المصانع، ومنتجاتها إلى أماكن بعيدة ومتفرقة داخل المملكة؛ والتكلفة التشغيلية الاقتصادية لشبكة القطارات ستؤدي إلى تخفيف الضغط على الطرق البرية، حيث سترتكز عمليات النقل البري على القطارات بدلا من الشاحنات مما ينعكس إيجابا على جودة الطرق البرية، وحاجتها للصيانة، وهو أمر سيؤدي إلى خفض التكاليف الحكومية على المدى البعيد. وقال إن جودة شبكة القطارات ستساعد في استقطاب الاستثمارات، وإقامة المشروعات الصناعية، وقبول الشركات العالمية بعقد شراكات صناعية في المناطق التي يمر بها. وأضاف أعتقد أن مشروع قطار الشمال الجنوب سيساعد كثيرا في ترسيخ استراتيجية التوطين، وتشجيع الهجرة المعاكسة إلى المناطق التي هجرها أهلها لأسباب اقتصادية، وهو أمر غاية في الأهمية. وذكر مسؤول في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل – فضّل عدم الإفصاح عن هويته- أن عملية ربط الموانئ بسكة حديد يعتبر تتويجا ناجحا للتخطيط الذي يتوافق ومرحلة التنمية التي تعيشها المملكة. وأوضح أنه بالتزامن مع تدشين قطار التعدين يجري الاستعداد قريبا لاكتمال قطار النقل للمجمع الصناعي بالجبيل الذي يربطها بالميناءين الصناعي والتجاري، ويلغي الاعتماد على الشاحنات، مما يؤكد انسيابية حركة النقل والتفريغ والتحميل، وبالتالي نمو الصادرات، وإيقاف الهدر المالي في الطريق نتيجة ما تلحقه الشاحنات من أضرار بالطرق. كما سيسهم في إنهاء معاناة الموانئ مع عامل الوقت في الحركة الذي يمثل حاليا مشكلة في حركة الشحن والتفريغ والاستقبال للمنتجات البتروكيماوية.