تشهد الجبيل الصناعية اليوم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة الملكية بالجبيل وعدد من الشركات لخدمة التوسع الصناعي بمدينة الجبيل الصناعية ومدينة رأس الخير، تشمل تخصيص أراض صناعية وتشغيل محطتي تخزين للبتروكيماويات وإنشاء سكة حديد. ويرعى التوقيع رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود في إطار سعي الهيئة الجاد والحثيث؛ لتوفير المزيد من الخدمات والتجهيزات الأساسية المناسبة لخدمة الصناعات بما يتواكب مع حركة النمو الصناعي الذي تتميز به مدن الجبيل وينبع ورأس الخير. وتتضمن مذكرة التفاهم تخصيص أرض صناعية لشركة صدارة يقام عليها المشروع المشترك بين شركتي أرامكو السعودية وداو كيميكال، الذي يهدف إلى تصميم وإنشاء وتشغيل أكبر مجمع صناعي متكامل للبتروكيماويات في مدينة الجبيل الصناعية، كما تتضمن مذكرة تفاهم لخدمات وتخزين المنتجات الكيماوية لتطوير وتشغيل محطتي البتروكيماويات رقم 1 و2 بميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل التي تم توقيعها مع شركة الجبيل لخدمات وتخزين المنتجات الكيماوية بهدف رفع القيمة المستفادة من مرافق المحطتين، ورفع كفاءة التشغيل إلى الطاقة القصوى. وتشمل الاتفاقية كذلك تخصيص الأراضي والممرات اللازمة لإنشاء وتشغيل شبكة الخطوط الحديدية داخل مدينة الجبيل الصناعية والتي سيتم ربطها مع خط السكة الحديد المزمع إنشاؤه بين مدينتي رأس الخير والدمام لتكون ضمن شبكة الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار". وقد أنهت سار ترسية إنشاء مشروع السكة الحديدية لربط مدينتي رأس الخير والجبيل الصناعيتين بخط طوله 85كلم ضمن مشروع سيستغرق تنفيذه 30 شهرا. ويأتي تنفيذ ربط مدينة الجبيل الصناعية بالخط الرئيسي لشبكة الحديد الممتد من حزم الجلاميد إلى مدينة رأس الخير الصناعية بطول يصل 1392كلم تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - المتضمنة تكليف (سار) بتنفيذ الوصلة التي تربط مدينة رأس الخير بمدينة الجبيل الصناعية وبالموانئ وبمدينة الدمام ضمن مشروع شبكتها للخطوط الحديدية. من جانبه قال رئيس ميناء رأس الخير الكابتن مسفر القحطاني ل"الوطن" أمس: تؤكد هذه المشاريع أسس التكامل بين مدينة رأس الخير والجبيل الصناعية في كافة المجالات الصناعية وأنشطة الملاحة البحرية من حيث التصدير والاستيراد مما يخلق نهضة صناعية عملاقة على مستوى المنطقة والعالم. وأشار الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لخدمات الموانئ المحدودة الكابتن إبراهيم الحمد ل"الوطن" أمس إلى أن المشاريع تؤكد النمو الصناعي المضطرد الذي تشهده الصناعة في المملكة وخاصة الجبيل ورأس الخير.. نمو يعكس الحاجة للتوسع الملاحي في الموانئ السعودية، وتطوير حركة تشغيل بها لمقابلة الطلب المتزايد على خدماتها في مختلف المجالات التجارية والصناعية خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا ما تعيشه الموانئ بالمملكة ومنها ميناءا الجبيل التجاري والصناعي وكذلك ميناء رأس الخير. وقال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين: يؤسس مشروع الربط الحديدي بين مدينتي رأس الخير والجبيل الصناعية لخلق وسيلة نقل آمنة، ومنضبطة يمكن الاعتماد عليها، وتؤسس لمرحلة جديدة من التنمية الشاملة التي تحتاجها المملكة في الوقت الحالي، وارتباط سكة الحديد بمشروع التعدين الضخم، ومشروعات رأس الخير أمر غايةفي الأهمية. ويمثل تشغيل هذا الخط دعما لوجستيا لقطاع الإنتاج الصناعي في المنطقة؛ وسيساعد في تنمية المناطق البعيدة، والمدن المعزولة. وأوضح أن المشروع سينهي مرحلة طويلة من الاعتماد على الشاحنات في النقل البري، وهي الوسيلة التي كبدت الدولة خسائر فادحة مرتبطة بصيانة الطرق، وتحديثها، وعدم القدرة على إنشاء بعض المشروعات، وتطوير القائم منها لأسباب لوجستية، ومن أهمها عدم توفر شبكة قطارات حديثة تساعد على النقل البري بأسلوب عصري حديث يسهم في انضباطية الحركة، والالتزام بالوقت، ونقل الكم الأكبر من احتياجات المصانع، ومنتجاتها على أماكن بعيدة ومتفرقة داخل المملكة؛ التكلفة التشغيلية الاقتصادية لشبكة القطارات ستؤدي إلى تخفيف الضغط على الطرق البرية، حيث سترتكز عمليات النقل البري على القطارات بدلا من الشاحنات مما ينعكس إيجابا على جودة الطرق البرية، وحاجتها للصيانة، وهو أمر سيؤدي إلى خفض التكاليف الحكومية على المدى البعيد.