تناولت الجلسة الأولى للمقهى الثقافي بنادي الجوف الأدبي موضوع الإنتاج الفكري للمفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي من خلال قراءة فكرية لخليفة بن مفضي المسعر. أكد المسعر أن مالك بن نبي قد تميز بثقافة منهجية، استطاعَ بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلف، فقد اهتم بها منذ شبابه، ودرسها تحت عنوان (مشكلات الحضارة) فكانت هذه السلسلة التي بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر. وقال المسعر: لقد أمعن مالك بن نبي في الحفر حول مشكلات التخلف المزمنة، متجاوزاً الظواهر الطافية على السطوح إلى الجذور المتغلغلة في الأعماق، وباحثاً عن السنن والقوانين الكفيلة بتحول الشعوب من الكلالة والعجز إلى القدرة والفعالية.. وهكذا تجاوز مشكلة الاستعمار ليعالج مشكلة (القابلية للاستعمار)، ومشكلة التكديس إلى البناء، والحق إلى الواجب، وعالم الأشياء والأشخاص إلى عالم الأفكار؛ مؤكداً " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وأن مفاتيح الحل عند الذات لا عند الآخر. وأشارَ المسعر أخيراً إلى أن مالك بن نبي ماتَ في عام 1973م، لكن أفكاره ما زالت حية تهيب بالأمة أن تتلقفها لتنهضَ بها من كبوتها المزمنة، وتدخل من جديد في مضمار الحضارة.