في الوقت الذي اعتبر فيه قنصل عام جمهورية مصر العربية في جدة علي العشيري اثنينية عبدالمقصود خوجة أهم منتدى ثقافي في العالم العربي، وأن استضافة المفكرين العرب فيها تعبرعن همة مؤسسة لها اهتمامها بالفكر والمفكرين، كان الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، يصف المثقفين والمفكرين العرب بأنهم رجال ظل، ملمحاً إلى عدم قدرتهم على اتخاذ القرارات، وأن اجتماعاتهم لا تنتج شيئاً، ومظاهرالاتفاق والمجاملات بينهم غير كافية. وطالب أبوالمجد خلال احتفاء الاثنينية به أول من أمس المثقفين بأن يتقوا الله في بلدانهم، وينبذوا الفرقة لأن ما بينهم من مشتركات أكثر بكثيرمما بينهم من الاختلاف، وأن الأمة كلها مندوبة ومنادى عليها أن تتحمل المسؤولية، وأن تنتشر في الآفاق وأن تكفر بالعزلة. وتحدث أبوالمجد عن رؤيته حول القضايا العربية والإسلامية المطروحة الآن، وأكد أن هناك فساداً في الخطابين السياسي والديني، وهذان الخطابان محاذيرهما كثيرة إذ إنهما يخاطبان كثرة من الأميين وهو أمر خطير، لذلك لابد من تقوية الملكة النقدية عند الناس. وشدد أبوالمجد على حضور العقل وأولويته على النقل، وأن العدل هو أساس الإسلام، مستعيراً مقولة ابن قيم الجوزية "اعلم أن الإسلام عدل كله، وقسط كله، ورحمة كله، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة". وأوضح أبوالمجد أن إصلاح الخطاب الإسلامي يحتاج إلى ثلاثة أمور أولها نية العمل للإسلام والمسلمين، والإيمان بحقوق الإنسان وعلو الهمة، وأخيرا لابد من البهجة، وركز بشدة على هذه الكلمة، لأن البهجة تبعث الطاقة في الإنسان وتحفزه على العمل - حسب قوله. وكان راعي الاثنينية عبد المقصود خوجة قد قدم أبو المجد بكلمة بيّن فيها مكانته العلمية العالمية، ودوره في السياسة المصرية حيث حمل حقيبتي الشباب والإعلام، ووصفه بأنه قد وضع يده على مكمن الداء.