تعالت النداءات العالمية والليبية أمس لوقف الاعتداءات على المدنيين في مدينة مصرتة، المحاصرة من قبل قوات العقيد الليبي معمر القذافي، وتعرض سكانها لقصف صاروخي ومدفعي وبالقنابل العنقودية المحرمة دوليا. وتزامن ذلك مع تأكيد مصادر طبية سقوط 17 شخصا وإصابة 100 آخرين، في القصف العشوائي لسكان المدينة ومنازلها أمس، فيما سقط نحو ألف قتيل، 80% منهم مدنيون، وثلاثة آلاف جريح في غضون ستة أسابيع من الحصار. ودعت الأممالمتحدة أمس إلى وقف فوري للأعمال "العدائية" التي تتعرض لها مصراتة. وأعربت مساعدة أمين عام الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس عن قلقها البالغ من الأوضاع في المدينة ومناطق أخرى في ليبيا. وقالت "دعونا إلى وقف فوري لأعمال العنف. ندين الأساليب المتبعة وناقشنا مسألة القنابل العنقودية خلال حديثنا مع الحكومة في طرابلس". كما أكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان أمس، أن قوات القذافي تقصف المناطق السكنية خلال معاركها مع الثوار في مصراتة، وأن منازل المدينة تتعرض باستمرار للقصف، مما يسفر عن سقوط عشرات المدنيين يوميا. وفي القاهرة، قال وزير خارجية مالطا طونيو برج إن ما يحدث فى ليبيا سيحول مصراتة إلى "سراييفو" جديدة، مؤكدا "أن بلاده لن تكون محايدة إزاء الموت والحياة". وفي لاهاي، أكدت الرابطة الليبية أن أعداد قتلى مصراتة وبقية المدن الواقعة تحت سيطرة الثوار في تزايد مستمر، وأن القتلى في تزايد مستمر، فيما يملأ الجرحى الشوارع ويصعب تقديم المساعدة الطبية لهم، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذهم. وأعلن مسؤول إدارة المستشفى الرئيسي في مصراتة الطبيب خالد أبو فلقة أمس أن المستشفى يتلقى منذ الأسبوع الماضي جرحى إصاباتهم بالغة ناتجة عن القنابل العنقودية المحرمة دوليا. والحديث عن مصراتة لم يقتصر على سقوط الضحايا المدنيين في المعارك، بل امتد إلى العاملين الأجانب العالقين. فقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أمس أنه ما زال نحو 3500 عامل مهاجر، أغلبهم من دول أفريقية، عالقين في مصراتة، وينتظرون أن يتم نقلهم عبر البحر إلى بنغازي. في المقابل، نفت السلطات الليبية قصف المدنيين أو منازلهم في مصراتة، مشيرة إلى أن "تورط" تنظيم القاعدة" في النزاع أمر "مثبت". وأكد المتحدث باسم النظام موسى إبراهيم أن لديه معلومات تفيد بأن القيادي بالقاعدة عبد الحكيم الحصادي توجه إلى مصراتة قادما من بنغازي، برفقة 25 مقاتلا من رفاقه، على متن سفينة مصرية قديمة. وأشار إلى أن "قياديا آخر بالقاعدة هو إسماعيل الصلابي يقوم بتدريب 200 متشدد في معسكرات "7 أبريل" في بنغازي بمساعدة نحو 20 خبيرا أرسلتهم قطر". والتقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة أمس رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى محمد عبدالجليل الذي يزور قطر حالياً. وتم خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في ليبيا. إلى ذلك، أفادت مصادر تونسية أمس بوصول زورق إلى ميناء الكتف ببن قردان جنوبتونس على متنه 20 جنديا من وزارة الداخلية، بينهم 3 ضباط برتبة عقيد ونقيب وضابط صف، هربا من الأوضاع ببلادهم. وأضاف المصدر أن الميناء استقبل الجمعة الماضي زورقين صغيرين على متنهما خمسة ضباط من الجيش الليبي، و13 شخصا. وعلى الصعيد السياسي، ينظم البرلمان الأوروبي غدا لقاء مع ولي العهد الليبي السابق الأمير محمد السنوسي الذي يعيش في المنفى.