صالح بطيش الإستراتيجية: مصطلح نخبوي معاد تكوينه من اللغة الإنجليزية Strategy، وأصلها مفردة يونانية strategos تعني إدارة الحرب، مشتقة من كلمة إغريقية Strato تعني الجيش أو حشودا عسكرية، تشير إلى المباغتة والخديعة والمكر في التعامل مع العدو خلال الحروب. جرى استيرادها وتسويقها على حساب لغتنا، حيث تستخدم بكثافة وهيبة وتميز وزهو علمي في مجتمع النخبة، تشير إلى المستقبل بترف وغموض وتهويل، تسمع: القائد الإستراتيجي، التخطيط الإستراتيجي، الخطة الإستراتيجية، عندما ناقشت أحدهم من حملة الشهادات العليا (أستاذ مشارك) تفاجأ وقال: والله من طغيان انتشارها كنت أظن أنها من اللغة العربية. بينما في لغتنا العربية الجميلة ما يغنينا عنها: التخطيط له، بعد جغرافي، بعد زمني. البعد الجغرافي يشمل التخطيط: للوزارة، للمدينة، للدولة. البعد الزمني يبدأ من التخطيط لسنة إلى خمس أو عشر أو ثلاثين سنة. كلما اتسع البعد الجغرافي والزمني زاد عنصر المخاطرة، لذلك تزيد كمية البيانات والمعلومات المطلوبة للتخطيط. لن أغادر هذه النقطة قبل أن أذكر أن مراحل وأدوات التخطيط هي نفسها، تبدأ بالوضع الراهن، طرح البدائل، تقييم البدائل واختيار البديل ثم التطبيق والتقييم والمراجعة. تستخدم في ذلك نموذج التحليل الرباعي (عناصر القوة والضعف والفرص والتحدياتSWOT). قبل أن أختم أقول، لماذا لا نستخدم قائد المستقبل، خطة المستقبل، التخطيط للمستقبل.