قبل بضعة أشهر، تداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أحاديث عن هيكلة جديدة لإدارات التعليم، وصاحبتها توقعات عن دمج أقسام بإدارات التعليم وإلغاء بعضها وتضخيم دور البعض الآخر، وكان من ضمن الأحاديث احتمالية إلغاء وحدة البرنامج الوطني لتطوير المدارس، وهي وحدة تقدم دعما لوجستيا لكافة العمليات التي تتم داخل مدارس التطوير، مما جعل تلك المدارس تتميز باستمرار في أكثر المواقف التعليمية، ووحدات تطوير تضم في الغالب نخبة من المشرفين والمشرفات على مستوى المملكة، ومن الذكاء إن كان هناك هياكل جديدة لإدارات التعليم أن تصبح وحدات التطوير (بيوت خبرة) لجميع المدارس وليس عينة من المدارس كما هو معمول به الآن. في عام 1438 تقدمت بفكرة مشروع لإدارة التعليم المتميزة بعنوان «بيت الخبرة والتكامل» بتوصيف كامل ومدروس، وكان الهدف الرئيس للمشروع هو استثمار الكفاءات التي تملك قدرات وخبرات تجاوزت كثيرا من الأبعاد. لتقديم ما لديها في قوالب احترافية. وأكاد أجزم أن هذا المشروع هو الطريق الممهد لأن تكون إدارات التعليم تلك الإدارة المؤثرة التي تسعى لها الوزارة. القيادات التعليمية التي تسعى إلى التغيير، وتعمل على تحديث اللحظة الراهنة والمستقبلية، هي تلك التي تؤمن بضرورة أن توجه مسارات التعليم نحو التنافسية العالمية، ولتحقيق ذلك نرى أنه يجب استثمار تطلعات وتراكمات الخبرة، الممزوجة بالفكر التطويري لدى الكفاءات في التعليم العام، من أجل تطوير جوانب متعددة في منظومة التعليم عن طريق «بيت الخبرة» كمشروع له العديد من الأهداف التي تتخذ التوجهات الحديثة معيارا لها، لتقديم أرقى الخدمات العلمية والتدريبية والاستشارية والدراسات البحثية وجلسات الكوتشنج الكفيلة بإحداث نقلة غير مسبوقة للمستفيدين في ميدان التعليم العام، والغاية الكبرى الحصول على منتج تعليمي نتجاوز به كثيرا من معايير التميز المحلية والإقليمية، ومن ثم نعرض تجاربنا التي توالدت عن بيت الخبرة عالميا. فيا معالي الوزير لعلكم تلك القيادة التي آمنت بالتنافسية. ولعل وحدات تطوير المدارس تتحول لبيوت خبرة في إدارات التعليم، ويكون في هذه البيوت الكوادر فقط التي تتمتع: 1- الفكر 2- الخبرة 3- العلم. حتى تستطيع التأثير في مجالات عملها الجديد. ومن المهم أن تتكامل هذه البيوت مع التعليم العالي فتصبح «بيوت الخبرة والتكامل»، لأن التعليم العالي ميدان التنظير والفلسفة، يوفر غطاء معرفيا، وأطرا فلسفية تشرح وتصف تلك الممارسات في ميدان التعليم العام ولماذا هي؟ ولماذا كانت؟ مما يزيد بيوت الخبرة ثراء وعمقا.