لا شكّ أنّ التحدياتِ كبيرة والطموحات أكبر، وهي تسوّغ بعض الانتقادات التي نسمعها من الشباب هنا في محافظة أحد المسارحة، وربما يُعبر مشروع المياه الذي يجري العمل على معالجة إخفاقات تنفيذه عن خيبة أمل الشباب في تطوير مدينتهم. إن الأسئلة والانتقادات مفهومة، ولكن يجب ألا تحجب الأهداف والمخرجات المنتظرة من المشاريع التنموية والحضرية الآتية، ذلك أن الأمر يتعلّق تحديدا بتحقيق الأهداف التي شرعتها رؤية 2030 وتلبية الاحتياجات الملحة للبلد والناس، والنجاح أمام تحديات التوسع العمراني الحاصل في جهات المحافظة الأربع والضغط السكاني الكبير الذي جرى في المحافظة وقراها جراء نزع ملكية العديد من قرى المحافظات الحدودية بالمنطقة، الأمر الذي يشكل تحديا جديدا للجهات الخدمية من حيث توسعة الخدمات وتجويدها، وللجان التعديات في مكافحة نشوء عشوائيات جديدة قد تشكل عائقا أمام التنظيم الحضري ومد الخدمات في المستقبل القريب. إن طريق الملك فهد المنفذ مؤخرا ليس مجرد مشروع خدمي يختزل في التوسعة والسفلتة والرصف والإنارة، بل هو مشروع اجتماعي أيضا، فالطريق الذي نفذ وسط تحديات مالية وزمنية كبرى، وحظي باهتمامات عالية المستوى من خلال بعده الحيوي الواقعي والرمزي، يمثّل دليلا على استماع المحافظ ورئيس البلدية إلى ما يود الناس قوله عن مدينتهم. إن الحراك التنموي الراهن جاء بعد عقد اتسم بالبطء في وتيرة العمل البلدي تكبدت فيه البنى التحتية في مدينة الأحد بشكل خاص خسائر كبيرة، في ظل عدم الإفادة الواضح من الميزانيات والاعتمادات السخية طيلة تلك الفترة التي اصطلح الناس على تسميتها (طفرة ثانية)، ذلك الإخفاق جعل البلدية حاليا تقف مرهقة في مواجهة الحاجات النامية من جهة وفي معالجة التصدعات البيّنة والعميقة في تلك البُنى المنجزة آنفا، من جهة أخرى. الأمر الذي يستوجب مؤازرة كافة الجهات العليا لبلدية المسارحة، خاصة وزارة المالية. على أي حال، هي سنوات كتب الله إبانها بعض عثرات جراء ظروف زالت وتم تصحيحها ولله الحمد.