في خضم الحركة التنموية التي تشهدها محافظة الطائف، وتسارع المشاريع التنموية التي تتبناها الحكومة، إلى جانب الطموح الكبير لأبناء الوطن، حاورت «عكاظ» أمين المحافظة المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج، الذي أكد أن الطائف مقبلة على نقلة تنموية كبيرة خلال فترة قصيرة، مشيرا إلى أن 95 مشروعا جديدا سيتم الإعلان عنها قريبا إلى جانب مركز تنموي ضخم يحقق تطلعات الأهالي، كما أشار في ما يخص المنح إلى أن الأمانة اعتمدت تنظيما لربط برامج المنح ببرامج إسكان، وخصصت العديد من الأراضي شمال وشرق الطائف لهذا الغرض، معلنا عن البدء الفعلي بإنفاذ أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة عليا لتطوير شامل للمحافظة، والعديد من النقاط التي كانت محل تساؤل أهالي الطائف طرحناها على طاولة الأمين، وكان الحوار التالي: • أين وصلت الأمانة في خططها التطويرية لأحياء الطائف العشوائية؟ • بدئ العمل في مشروع تطوير المناطق العشوائية وهو من أهم المشروعات التنموية على مستوى مناطق المملكة، خاصة أن المشروع له أبعاد أمنية واجتماعية وإنسانية وخدمية وعمرانية، ويحظى بدعم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، ويهدف المشروع إلى علاج هذه المشكلة التي نشأت في غياب التخطيط العمراني المتكامل، ويشكل تحديا كبيرا؛ نظرا لأنه يهتم برفع مستوى المعيشة في تلك المناطق من خلال تحسين البيئة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية بما يساعد على اندماجها الكامل مع باقي أحياء المدينة. واتخذت الأمانة كافة الحلول لمعالجة ذلك من خلال حصر المواقع والمناطق العشوائية، ومساحتها، وتصنيف مواقعها بالنسبة للمدينة، كما قامت الأمانة بإعداد الدراسات التخطيطية اللازمة لعدد من المناطق العشوائية، وشرعت في تنفيذ ذلك من خلال أعمال التخطيط، والترخيص بالبناء، وتنفيذ المشروعات، وتوفير المرافق والخدمات والعملية التخطيطية عملية مستمرة وهي تتعلق ببناء مدينة، وبناء المدن يأخذ وقتا طويلا، وبالتزامن مع ذلك فقد شرعت الأمانة في طلب تأسيس شركة المصيف للتنمية والتطوير العمراني لتكون الذراع التنموية للأمانة تتمكن من خلالها المساهمة في تطوير هذه المناطق، وهناك دعم لا محدود من الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز لهذا المشروع الذي سيشمل جميع مدن المنطقة على أن تكون البداية من مكةالمكرمةوجدةوالطائف، والذي يتابعه شخصيا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ويدعمه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية. • طرحت الأمانة مؤخرا 42 مشروعا، ودعت المقاولين للتنافس عليها، فكيف سيكون إسهامها في تنمية الطائف؟ • المملكة تعيش طفرة تنموية كبيرة وهذه المشاريع ما هي إلا دفعة من المشاريع التي ستشهدها المحافظة خلال الفترة المقبلة، بينما هناك دفعة أخرى سيتم الإعلان عنها في حينه، بينما يجري العمل حاليا في تنفيذ 95 مشروعا تنمويا وتطويريا في العديد من المجالات البلدية والقروية وتشمل مشاريع سفلتة وأرصفة وإنارة داخل المدينة وخارجها ومشروعات لدرء أخطار السيول وتنفيذ شوارع وحمايات وتسوير مقابر وإزالة عقارات معترضة لخطوط التنظيم وتنفيذ بوابات تراثية وتسمية وترقيم الشوارع وتركيب اللوحات الإرشادية وصيانة وري الحدائق وإنشاء ساحات بلدية وإنشاء حدائق ونوافير وشلالات وصيانة أودية وغيرها من المشروعات الداعمة للتنمية. • ما الذي تغير بعد تحويل بلدية الطائف إلى أمانة من واقع فعلي؟ • شهدت الخدمات البلدية نقلة نوعية وكمية مهمة خلال الفترة الماضية بعد صدور قرار مجلس الوزراء برفع المستوى التنظيمي لبلدية الطائف إلى أمانة وربطها مباشرة بوزير الشؤون البلدية والقروية، مما دعم الجهود التطويرية الجارية، وكان له أثره السريع على مشروعات التنمية بالطائف والمحافظات والمراكز والقرى والهجر التابعة في ظل زيادة الإمكانات المتاحة لمجابهة الأعباء الملقاة على الأمانة جراء التوسع السكاني والعمراني المستمر للمدينة وضواحيها. • ما المشاريع والخطط القادمة التي تعدون بها أبناء الطائف، وكيف تسهم بشكل فاعل في تعزيز دور الأمانة؟ • لا شك أن الدعم اللامحدود من الحكومة لكافة القطاعات الخدمية؛ هدفه الأول رفاهية وراحة المواطنين والتسهيل عليهم، وهناك مخصصات لمشروعات بلدية جديدة ستشهدها الطائف خلال العام الحالي تحمل في طياتها الخير للأهالي، كما أن الأمانة شرعت في إنشاء مراكز تنموية في العديد من المواقع ضمن برنامجها لإقامة مراكز تمثل نمطا عمرانيا متقدما ورؤية بعيدة المدى لتخطيط وتطوير المدينة بما يساعد على مساندة مركز المدينة الحالي، ودعم توجه الإدارة الحضرية نحو اللامركزية، وتوفير الأنشطة والخدمات للمناطق الحضرية الجديدة البعيدة عن وسط المدينة مع توفير فرص وظيفية جديدة في قطاعات المدينة المختلفة، وتحسين البيئة الحضرية بشكل عام من خلال نموذج عالي الكفاءة والنوعية في تخطيط تلك المراكز، ووجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، المحافظين ورؤساء المراكز الإدارية بالمواقع المستهدفة بإقامة مراكز تنموية للتعاون مع أمانة الطائف في تحديد الأراضي المناسبة لإقامة هذه المراكز عليها وتثبيت حدودها ومراقبتها، وعدم السماح بالتعدي عليها أو الإحداث فيها، وتقوم فكرة المراكز التنموية على إنشاء العديد من المرافق الحكومية والخدمية ضمن نطاق موقع واحد بحيث يتيسر على المواطنين تلبية احتياجاتهم وتعكس في نفس الوقت مستوى الرقي الحضاري، خاصة أن هذه المراكز تضم العديد من الاستخدامات والوظائف الإدارية والاقتصادية والسكنية والثقافية والترفيهية والتعليمية والصحية. • ماذا بشأن المنح، وهل سكان الطائف موعودون في القريب العاجل بما يحقق طموحاتهم؟ • أعلنت أمانة الطائف دفعات متلاحقة من المنح للمستحقين، وبحمد الله تم الانتهاء من تخصيص أراض لجميع الحاصلين على منح سامية بشكل كامل عدا الحالات التي لم تراجع الأمانة لإنهاء إجراءاتها، وهناك تنظيم لربط برامج المنح ببرامج إسكان تضمن حصول المواطن على مسكن من خلال تخصيص الأمانات أراضي لوزارة الإسكان وفقا للأوامر السامية لتتولى وزارة الإسكان بناء وحدات سكنية مناسبة توزع على المواطنين بحسب الضوابط والإجراءات التي تضعها الوزارة، وخصصت الأمانة مساحة ضخمة من الأراضي ضمن المخططات الحكومية المعتمدة شمال شرق المدينة لهذا الغرض وتم تسليمها لوزارة الإسكان. • البعض ينتقد محدودية مشاريع الأمانة ويتلمسون الأفضل؟ • المتابع لأعمال الأمانة يدرك أنها تدير عجلة التنمية والتطوير في المحافظة من خلال تنفيذ مشاريع متعددة في جميع المحاور، والطائف حاليا تشهد ورشة عمل متلاحقة على مدار العام بفضل الله ثم الدعم المستمر من الحكومة الرشيدة لمشاريع النماء في هذه المحافظة، وإذا ما نظرنا إلى ما حملته ميزانية الخير القياسية من مخصصات للقطاعات الخدمية ومنها ارتفاع المخصص لقطاع الخدمات البلدية في الميزانية الذي تجاوز 29.2 مليار ريال بزيادة نسبتها 19 في المائة عما تم تخصيصه في ميزانية العام المالي المنصرم، ندرك حرص القيادة على تقديم كل ما من شأنه راحة المواطنين والتسهيل عليهم مما يعزز مسيرة التنمية المستدامة والمتوازنة في بلادنا، كما أن اللجنة العليا لتطوير الطائف التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من إمارة منطقة مكةالمكرمة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة المالية بدأت أعمالها وتم تكليف وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة الطائف لتولي أعمالها، وتعمل اللجنة العليا على تقديم مشروع تطويري شامل يعيد لمحافظة الطائف مكانتها السياحية والاقتصادية. • ماذا بشأن تطوير العمل بالأمانة لتسريع إنجاز معاملات المراجعين والتخلص من الروتين؟ • عمدت الأمانة إلى ميكنة العمل وطبقت بنجاح أكثر من 50 برنامجا إلكترونيا في كافة إداراتها وفروعها؛ سعيا للبدء في التطبيق الشامل للحكومة الإلكترونية، مما أسهم في التسهيل على المراجعين ومنسوبي الأمانة، وكان آخر الإنجازات المتحققة في هذا الصدد تنفيذ برنامج البوابة الإلكترونية بحيث يستطيع المراجع متابعة معاملته عبر شبكة الإنترنت، كما قامت الأمانة بتطبيق برنامج الأرشفة الإلكترونية لتوثيق المعلومة وسهولة الحصول عليها، وطبقت برنامج التراخيص الإلكترونية، وهذه المبادرات والتطبيقات الإلكترونية من شأنها رفع كفاءة الخدمة المقدمة والتعاملات للتيسير على متلقي الخدمة واختصارا للجهد والوقت، وهناك الكثير سيشهده المواطن قريبا بإذن الله. • ما خطتكم لتعزيز مكانة المجلس البلدي لتحقيق تطلعات السكان والوصول إلى الهدف المنشود منه؟ • يعمل المجلس البلدي في دورته الثانية على تعزيز التواصل مع المواطنين والوقوف على حاجاتهم واهتماماتهم وآرائهم وتعزيز المشاركة بينهم وبين المجلس البلدي لخدمة الصالح العام وتطوير أداء أجهزة الأمانة بما ينعكس على الارتقاء بالخدمات المقدمة للأهالي وسيدعم المجلس أداء موظفي الأمانة لأعمالهم ووضع نظم تحفيزية، بالإضافة إلى المشاركة في تطوير ميزانيات الأمانة للسنوات المقبلة مع اتخاذ أفضل السبل لوصول المجلس لمكانة متميزة في علاقاته بالجهات الحكومية المختصة لدعم تبني قضاياه.