كشفت الأخصائية النفسية شعاع العوفي ل»الوطن» عن 6 أنواع لاضطرابات الأكل، وأكدت على كونها اضطرابات مرضية ترتبط بسلوكيات الأكل وتؤثر بشكل سلبي على الصحة والانفعالات والقدرة على التفاعل في مواقف مهمة من الحياة، وتتضمن أغلب اضطرابات الأكل التركيز بصورة مبالغ فيها على وزن وشكل الجسم والطعام، ما يؤدي إلى سلوكيات أكل خطيرة، تؤثر بشكل مباشر في قدرة الجسم على الحصول على التغذية المناسبة. اختلاف المفاهيم لدى الجنسين
أضافت العوفي «تنتشر اضطرابات الأكل بين الجنسين، إلا أنها أكثر شيوعا لدى الإناث، وتجدر الإشارة إلى أن الذكور المصابين باضطرابات الأكل مثل الإناث لديهم إحساس مشوه لصورة الجسم، ويختلف مفهوم صورة الجسم لدى الذكور، فالجسم المثالي بالنسبة للذكور يتعلق بالعضلات المفتولة أكثر من النحافة،حيث يظهر عدم قبول شكل الجسم، كلما اتسعت الفجوة بين الجسم الحقيقي والجسم الخيالي مفتول العضلات الذي يظهر في صورة الرجل ذي العضلات البارزة في وسائل الإعلام المختلفة، وقد يكون من الصعب أن يعترف الرجل بإصابته باضطرابات الأكل، ولذلك فإنه يتردد في طلب العلاج والمساعدة، بسبب الفكرة المغلوطة الشائعة أن النساء هن من تعانين وحدهن من هذا الاضطراب».
أسباب اضطرابات الأكل
بينت الأخصائية النفسية رويدا الناصر «أن السبب الدقيق لاضطرابات الأكل يعد غير معروف، كما هو الحال بالنسبة للاضطرابات النفسية الأخرى، قد يكون هناك العديد من الأسباب، مثل العوامل الوراثية حيث تزداد احتمالية الإصابة إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء يعانون من اضطرابات الأكل أو سبق لهم الإصابة به، بالإضافة إلى العوامل البيولوجية العصبية فقد يؤدي الخلل في إفراز الهرمونات مثل هرمون السيروتونين الذي يلعب دورا رئيسا في تنظيم الإحساس بالجوع والشبع والحالة المزاجية إلى اضطرابات الأكل.
عوامل مساعدة
أشارت الأخصائية ريما المديهش إلى العديد من العوامل النفسية التي تكمن خلف ظهور اضطرابات الأكل، والتي تتمثل في سوء التوافق النفسي والاجتماعي، واضطراب صورة الجسم، والضغوط النفسية، وتقدير الذات المنخفض. كما أن هناك عوامل سلوكية معرفية تتسبب في اضطرابات الأكل، فهذه الاضطرابات ترجع إلى معتقدات وأفكار خاطئة حول شكل الجسم ووزنه، والنحافة، والأكل، والنظام الغذائي، إضافة إلى العوامل الاجتماعية والثقافية، وذلك من خلال تأثير وسائل الإعلام والمجتمع من خلال ربط النجاح والشهرة بالنحافة، وبعض المهن التي تتطلب النحافة كالرياضيين، والممثلين والراقصين، وعارضي الأزياء فهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا الاضطراب.
الاكتشاف المبكر
أفادت الأخصائية أثير الحرابي «بأن اضطرابات الأكل تمثل اضطرابات مرضية يجب علاجها، وفرص التحسن تزداد كلما كان اكتشاف أعراض اضطرابات الأكل مبكرا، لذا شجع المصاب على طلب المساعدة من المختصين، فإهمال العلاج يقلل فرص التعافي» وقد يستلزم العلاج استخدام طرق متعددة في نفس الوقت، بما في ذلك التنويم في المستشفى إن استلزم الأمر في بعض الحالات الطارئة.
حدة الاضطراب
أوضحت الأخصائية النفسية شذى اللحيدان «بأن اضطرابات الأكل تتسبب بمجموعة واسعة من المضاعفات، بعضها يهدد الحياة وكلما زادت حدة الاضطراب ومدته، تعرض المريض إلى مشاكل أكثر خطورة مثل : مشاكل صحية، والاكتئاب والقلق، وأفكار أو سلوكيات انتحارية، ومشاكل في النمو، ومشاكل اجتماعية ومشاكل في العمل والمدرسة، إضافة إلى اضطرابات سوء استخدام المواد، والوفاة».