يجسد وادي محسر الذي ترجع تسميته إلى أن فيل أبرهة قائد أصحاب الفيل قد حُسر فيه، حكاية وردت في التراث العربي القديم والتراث الغربي والإفريقي اتفقت جميعها على تجريم الاعتداء على المقدسات. وجدت القصة التي خلدها القرآن الكريم بسورة الفيل طريقها للعالمية بسبب أن الله نصر قريش الوثنيين على أبرهة الحبشي المتبع لدين النصرانية قبل البعثة النبوية. يبادر الحجاج بالإسراع في المشي بوادي محسر الواقع في مشعر مزدلفة، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي ورد عنه أنه أسرع عندما نزل الوادي وفسر العلماء فعله هذا أنه ضمن التجارب العملية التي يتدرب المسلم فيها خلال حجه على انكارالظلم والاعتداء على الآمنين والمقدسات. نصرة المظلوم قال المرشد السياحي بمكةالمكرمة، سعد السفياني ل«الوطن»: الحجاج القادمون من خارج المملكة، يحرصون على معرفة موقع وادي محسر بالمشاعر المقدسة، خصوصاً من كان لهم صلة بديانات أخرى، أو المطلعين على التراث الغربي والإفريقي القديم، الذي يروي قصة إدخال الفيل لمكة من أجل هدم الكعبة، ويذكرون قصة أصحاب الفيل الذين قرروا هدم الكعبة، بسبب بناء معبدا في اليمن، وقام رجل بالإساءة لذلك المعبد وتلويثه، وعندما أحضر قال لصاحب الفيل، إن العرب ليس لهم مكان عبادة يرجعون له بالدعاء إلا الكعبة، فقرر صاحب الفيل هدمها، كما انهم يذكرون قيامه بتعذيب الفيل وكيف أن الموقع (وادي محسر) يجدد فيهم قيم ورفض الظلم، والتذكر والعبر، أن الله ينصر المظلوم ولو كان وثنيا على الضال، ولوكان صاحب ديانة سماوية، كما حصل في قصة أصحاب الفيل. موضع عقاب يذكر أن وادي محسر في طريق الحاج القادم لمزدلفة ويبلغ طوله 2 كيلومتر، ويحكي قصة أول فيل يدخل الجزيرة العربية لهدم الكعبة وعند وصل الفيل وادي محسر على حدود حرم مكة توقف، ورفض تجاوز الوادي مقاوماً لجميع أنواع التعذيب من الغازي الحبشي الذي وصل لكي الفيل بنار وحرقه، من أجل أن يمضي لهدم الكعبة، فيرفض الفيل بفطرته الظلم والإقدام، ويقبل الرجوع للخلف، حتى انتهت قصتهم بقتلهم بحجارة حارقة تحملها الطير من السماء. واتفق أهل العلم أن النبي أمر أصحابه بالإسراع بالمشي بذلك الوادي الذي شهد تعذيب الفيل، وكان موضع عقاب أصحاب الفيل.