بحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع كبار المسؤولين العراقيين أمس في بغداد "التقدم" الحاصل عبر تشكيل حكومة شراكة بعد أزمة سياسية استمرت تسعة أشهر ولم تنته فصولها بعد. وذكرت مصادر أن بايدن سيبحث مع المسؤولين العراقيين حسم اختيار المرشحين لشغل الوزارات الأمنية، والوقوف على آخر المستجدات بخصوص تشكيل المجلس الوطني للسياسات الاستراتجية الذي سيتولى رئاسته زعيم القائمة العراقية إياد علاوي. ونقل بيان عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله خلال اللقاء "هناك ضرورة لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات عن طريق تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي والبدء بعقد اجتماعات فورية للجنة العليا المشتركة". وأشاد بجهود نائب الرئيس المتمثلة بدعم العراق للتخلص من العقوبات الدولية والخروج من طائلة الفصل السابع في إشارة إلى ثلاثة قرارات اتخذها مجلس الأمن في هذا الصدد الشهر الماضي. وأكد رئيس الوزراء قدرة بلاده على "مواجهة التحديات التي تعترض طريقه سواء كانت على الصعيد الأمني أو السياسي، فالعراقيون ماضون في تحقيق أهدافهم ولن يستطيع أحد منعهم من تحقيق ذلك". ونسب البيان إلى بايدن قوله إن "الدول التي كانت تتردد في دعم العراق، أصبحت الآن مستعجلة لدخوله وتتطلع إلى توفر الفرصة المناسبة للتعاون معه والعمل هنا". ولدى وصوله إلى مقر الرئيس العراقي جلال طالباني، مازح طارق الهاشمي قائلا "هذا الرجل الأكثر أناقة في الشرق الأوسط. دائما أسأل إذا كان بإمكاني استعارة ملابسه .. قلت لك سابقا إنه لو كان لدي هذا الشعر لأصبحت رئيسا". ووصفت عضو مجلس النواب عن العراقية ميسون الدملوجي زيارة بايدن بأنها تأتي للتعبير عن ارتياح الولاياتالمتحدة لتشكيل الحكومة، وبحث تنفيذ وتطبيق الاتفاقية الأمنية بين البلدين. وقالت ل"الوطن" إن الجانب الأميركي "ما زال مهتما بالقضية العراقية ولاسيما الاتفاقية الأمنية بين البلدين، والولاياتالمتحدة تشعر بالارتياح بعد تشكيل الحكومة". ورجحت الدملوجي إمكانية أن يبدي بايدن وجهة النظر الأميركية في حسم اختيار المرشحين للوزارات الأمنية، قائلة "يعد الملف الأمني واحدا من أبرز الأمور التي تشغل الإدارة الأميركية، ومن المتوقع أن يقدم بايدن المشورة في اختيار المرشحين لوزارت الأمن الوطني والدفاع والداخلية، لأن هذا الأمر يتعلق بإنجاز انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الحالي". وسبق لقادة عسكريين أميركيين عاملين في العراق أن وجهوا انتقادات لأداء الأجهزة الأمنية وخصوصا عناصر وزارة الداخلية لارتباطها بميليشيات مدعومة من إيران، معربين عن قلقهم من النفوذ الإيراني داخل المؤسسة العسكرية العراقية.