تعالت الأصوات الغربية في الآونة الأخيرة حول تداعيات جولة العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية على النظام الإيراني في أوائل الشهر الجاري، داعية إلى ضرورة إيجاد دعم دولي موسع لدعمها بهدف إحداث تغيير في سلوك هذا النظام. وقال تقرير لصحيفة National Interest الأميركية، إن هدف إدارة ترمب في المقام الأول هو الاستفادة من ضغوط هذه العقوبات لإجبار النظام الإيراني على التفاوض حول صفقة نووية محسنة، وإزاحة الفجوات والشروخات التي تضمنها الاتفاق السابق. ولفتت الصحيفة إلى أن تقييم مدى تحمل إيران لمثل هذه الضغوطات يعتمد على منهج الرئيس الأميركي القادم في 2020 والذي قد ينتهج سياسة أخف مثل الرئيس السابق أوباما، وبالتالي، فإن دعم سياسة ترمب ضد إيران هي ضرورية حفاظا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين. تداعيات الضغط
أوضحت الصحيفة أن استراتيجية الضغط الشديد اتسمت بالعقلانية والفاعلة منذ أن تم تشديدها على النظام الإيراني عام 2003، حيث إن الضغط هو الاستراتيجية الوحيدة التي أدت إلى تغيير إيجابي في صنع القرار الإيراني في المجال النووي، وهو ما يتماشى مع أهداف المجتمع الدولي. وضربت الصحيفة مثالا على أهمية استراتيجية الضغط، وهو جلوس إيران إلى طاولة المفاوضات عام 2012 عندما فرضت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيين عقوبات هي الأشد، مقارنة بنظيراتها بين عام 2006 و2010، والتي تم تخفيفها دائمًا بسبب التحفظات الروسية والصينية. استجابة المجتمع الدولي أفصح التقرير عن ضرورة تغيير نهج المجتمع الدولي اليوم تجاه النظام الإيراني، واصفا الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بالصفقة النووية المعيبة لما احتملت عليه من خروقات واضحة، وساعدت طهران في تحقيق تحول استراتيجي في المجال النووي. وأكد التقرير أن كل المؤشرات تدل على أن نية إيران الحفاظ على خيارها النووي العسكري، وأن العيوب الرئيسية في الصفقة تضفي الشرعية على برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، إضافة لتطوير الصواريخ الباليستية، وجرأة طهران على التحرك بحرية في المنطقة بدعم الأوروبيين باستثناء الولاياتالمتحدة. وخلص التقرير إلى ضرورة الاستمرار في خيار الضغط الاقتصادي بعيدا عن العسكري باعتباره أفضل الخيارات وأكثرها نجاعة، داعيا إلى نزع طموحاتها النووية واستيعاب الدروس من المفاوضات الفاشلة التي أدت إلى تمادي النظام بدعم شبه دولي. من توصيات التقرير بلورة موقف دولي موحد ضد إيران أهمية الاستمرار في خيار الضغط الاقتصادي عدم إغفال جانب الصواريخ الباليستية وصف الاتفاق النووي بالصفقة المعيبة إقناع الأوروبيين بدعم السياسة الجديدة