يترقب الرأي العام العالمي مضامين خريطة الطريق الأمريكية لمواجهة النظام الإيراني، التي سيكشف النقاب عنها وزير الخارجية مايك بومبيو اليوم (الإثنين). وتتضمن الإجراءات الجديدة تصور إدارة الرئيس دونالد ترمب لكيفية التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي وعودة العقوبات. واكتفى مسؤولون أمريكيون بالإعلان المقتضب عن جانب من تفاصيل هذه الخطة، ومنها ضرورة وقف نشاطات إيران المزعزعة للمنطقة خصوصا في اليمن وسورية، السعي إلى تعديل الاتفاق النووي، ومعالجة قضية مسألة الصواريخ الإيرانية. وأعلن مدير التخطيط السياسي في الخارجية الأمريكية براين هوك أن بومبيو سيطرح في أول خطاب رسمي له اليوم خريطة طريق جديدة للتعامل مع نظام الملالي. وقال هوك في مؤتمر صحفي أمس: إن الوزير سيقدم بشكل أساسي خريطة طريق دبلوماسية لتحقيق بنية أمنية جديدة وإطار أمني أفضل في أعقاب قرار الانسحاب من الاتفاق مع إيران. وأفاد بأن تلك الإستراتيجية تهدف إلى إجراء تنقيحات للاتفاق النووي لمعالجة المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية، وإذكاء إيران الحروب الأهلية في المنطقة، وتحسين نظام التفتيش. ولفت هوك إلى أن الولاياتالمتحدة على اتصال مستمر مع الأوروبيين، وقد أجرى بومبيو الأسبوع الماضي اتصالات مكثفة مع نظرائه في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لمراجعة الاتفاق النووي. وأكد هوك أن الجهود الأمريكية تستهدف ممارسة كل الضغوط اللازمة على إيران لتغيير سلوكها والسعي إلى إطار عمل جديد يمكن أن يبدد مخاوفنا. وأضاف: هناك فرصة جديدة لمواجهة التهديدات الإيرانية في إطار عمل جديد، موضحاً «توصلنا إلى قناعة بأن هناك حاجة لإطار عمل جديد يعالج تهديدات إيران في المجمل، من النووي إلى الصواريخ الباليستية، ودعم الإرهاب، وتأجيج الحرب في اليمن وسورية». في غضون ذلك، كشفت صحيفة «فيلت ام زونتاج» الألمانية أمس، أن دبلوماسيين من أوروبا والصين وروسيا سيناقشون اتفاقاً جديداً يعرض على إيران مساعدة مالية للحد من تدخلها في المنطقة وتقليص تطويرها للصواريخ الباليستية، لمنع انهيار الاتفاق النووي الموقع في 2015. ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة بالاتحاد الأوروبي قولها: إن المسؤولين سيجتمعون في فيينا خلال الأيام القادمة تحت قيادة الدبلوماسية الكبيرة بالاتحاد الأوروبي هيلغا شميد، لمناقشة الخطوات التالية بعد الانسحاب من الأمريكي من الاتفاق. وأكدت أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ستشارك في الاجتماع، لكن الولاياتالمتحدة ستغيب عنه. وأفادت الصحيفة بأن الاتفاق الجديد قد يشمل مليارات الدولارات في صورة مساعدة مالية لطهران على غرار اتفاق الاتحاد الأوروبي على تقديم مليارات الدولارات مساعدة لتركيا لاستقبال ملايين المهاجرين وإغلاق حدودها، وهو ما ساعد في إنهاء أزمة المهاجرين في 2015. وقالت إن إبرام اتفاق جديد من شأنه أن يحافظ على بنود الاتفاق النووي ويقلص جهود تطوير الصواريخ الباليستية ويحد من أنشطة طهران في المنطقة ما قد يساعد في إقناع ترمب برفع العقوبات.