تعرض المأذون الشرعي ناصر ضاري القفيعي من منطقة حائل لكثير من القصص الغريبة والطريفة طوال مشواره في العمل كمأذون الذي بدأ فيه قبل 20 عاما. فمن مجازفة الضياع في الصحراء، إلى مشكلة كبيرة لم تحل إلا بمركز الشرطة، ثم حضور عقد قران بعد منتصف الليل، وكذلك تزويج أم وابنتها في يوم واحد وكان وليهما هو الابن، فيما قدم إليه أحد العرسان ناقة كهدية له بعد إتمام عقد الزواج. البداية بعد أن كان يراجع محاكم حائل قبل 20 عاماً لإنجاز معاملة خاصة به، قادت الصدفة المأذون الشرعي، ناصر القفيعي، ليتحول من مراجع عادي إلى مأذون معتمد نجح في إبرام أكثر من 7 آلاف عقد زواج، إذ أسهم ذلك في تغير حياته بشكل كبير، فكان ل«الوطن» وقفة مع ذكريات هذا المأذون التي عبر عنها بكثير من الفخر والاعتزاز. يذكر القفيعي أنه قابل أحد المسؤولين عندما كان شاباً وبالصدفة عرض عليه أن يكون مأذونا للأنكحة، فتم قبول طلبه، بعد استيفاء جميع الشروط اللازمة. وأضاف أنه لم يتخيل أن تفتح هذه الوظيفة آفاقا جديدة له في المستقبل. إذ أنها أسهمت في تطوير خبراته في القضايا الأسرية وطريقة حلها، وكذلك القدرة على إقناع الأسر بتزويج فتياتهم ممن يصلحون من الشباب، بالإضافة إلى المكانة التي حظي بها اجتماعيا طوال عقدين من الزمن. تغيرات عامل الزمن ذكر القفيعي أن الشروط والمتطلبات والمهور تغيرت خلال ال20 عاماً الماضية، فنجد أن هناك أمورا كثيرة كانت محظورة في السابق، بسبب عادات وتقاليد المجتمع، واليوم لم تعد كذلك، مثل النظرة الشرعية التي كانت معظم الأسر ترفضها لأسباب اجتماعية وباتت الآن توافق عليها وتعتبرها جزءا مهما من عملية إتمام الزواج. مواقف وقصص غريبة ذكر القفيعي بعضاً من المواقف الغريبة التي مرت عليه أثناء عمله، ومنها تكفل أولياء الأمور بزواج بناتهم بشكل كامل، كما أن البعض يشترطون مبالغ كبيرة تصل إلى ربع مليون ريال لإتمام الزواج. وأضاف أن بعض الأسر تستدعيه في أي وقت، ومن ذلك قصة سردها عن أسرة استدعته في منتصف الليل للحضور إلى المنزل وإبرام عقد زواج، ومن ثم تمت مراسم الزواج في ظل استغرابه من دعوته في وقت كهذا. ومن أخطر القصص التي واجهها القفيعي عندما ذهب إلى صحراء النفود الكبير لعقد قران زوجين، حيث تعطلت بهم السيارة الأم، ما كاد يتسبب في فقدانهم لحياتهم في ظل عدم توفر أي وسيلة للإنقاذ أو الاتصال بأحد، وفي اليوم التالي خرج أهاليهم وأصدقاؤهم للبحث عنهم حتى عثروا عليهم. كثرة الطلاق
يقول القفيعي إن ما يقلقه حاليا هو انتشار الطلاق بشكل لافت، خصوصا بين المتزوجين حديثاً، مؤكداً أن عدم الموافقة على النظرة الشرعية التي أباحها الإسلام تعد من أبرز أسباب الطلاق، وكذلك عدم تفهم الشاب والفتاة للحياة الزوجية لجهلهما بالواجبات وإهمال التوجيه الشرعي الذي فيه بيان بأهمية الحفاظ على هذا الميثاق العظيم، ومنها تدخل أقارب الزوجين في خصوصياتهما، مشيرا إلى ضرورة تخفيض تكاليف الزواج وتسهيل الشروط.
هدية الناقة سرد القفيعي أيضا بعض القصص الغريبة في مشواره مع عقود الأنكحة، بأنه عقد في إحدى المرات قرانين لأم وابنتها في وقت واحد وكان الولي الابن الذي أظهر فرحا وابتهاجا لافتا بعد عقده قران أمه وشقيقته. وأكد على غرابة هذا الموقف كون كثير من الأبناء يرفضون زواج أمهاتهم. وأضاف أن من المواقف التي لا تنسى بالنسبة لديه عندما أتم قران أحدهم فإذا هو يفاجئه بتقديم هدية عبارة عن ناقة. ومن المواقف أيضا أنه حدثت مشكلة في إحدى المناسبات، عندما تدخل ابن العائلة وتسبب في مشكلة كبيرة لم تحل إلا بعد الذهاب بنا جميعا إلى مركز الشرطة. شروط يجب توافرها في مأذوني الأنكحة أن يكون سعودي الجنسية حسن السيرة والسلوك لم يسبق أن صدر بحقه حكم بحد شرعي أو بالسجن أو الجلد في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة. حاصل على الشهادة الجامعية في العلوم الشرعية، وفي حال تعذر وجود الشهادة الجامعية يتم قبول الثانوية. اجتياز الاختبار الذي تجريه المحكمة المختصة ألا يقل عمر المتقدم عن 25 عاما ختم المأذون الشرعي عقوبات مخالفي إجراءات عقود الأنكحة 01 الإنذار 02 إيقاف الرخصة لمدة لا تزيد على عام 03 إلغاء الرخصة