تظهر الصورة أن الفوز بكأس العالم في كرة القدم يتطلب خطا دفاعيا حديديا بدلا من خط هجومي رهيب. المونديال الروسي أكد أن المنتخبات التي اعتمدت على الهجمات المرتدة تفوقت بشكل واضح على المنتخبات المعروفة بالاستحواذ على الكرة. مباريات مثيرة المدرب رينيه جيرار الذي قاد مونبلييه إلى لقب الدوري الفرنسي عام 2012، قال «يجب أن تلعب الكرة، تقدم عروضا جميلة. لكن من وقت لآخر، يتعين عليك أن تعرف كيف تكون بشعا». هذا المفهوم يكون أكثر صحة عندما يتعلق الأمر في النهاية بتتويج عالمي، في بطولة تقام مرة واحدة فقط كل 4 سنوات. تنظيم من جهته، كان مدرب باريس سان جرمان الفرنسي السابق جي لاكومب لاحظ خلال دور المجموعات أن المنافسة تميزت ببعض المباريات التي «شهدت تنظيما دفاعيا. بما في ذلك المنتخبات الصغيرة والمشاركة في المونديال الروسي»، مضيفا «أمر مذهل قدمته هذا العام كل هذه المنتخبات الصغيرة التي وضعت الحالة المعنوية، والتضحية بالنفس فوق كل اعتبار». وخلقت التنظيمات الدفاعية لمنتخبات إيران والمغرب والمكسيك وروسيا مشاكل كثيرة لمنتخبات عريقة هي على التوالي إسبانيا والبرتغال والبرازيل وألمانيا. لم ينجح أي منتخب من هؤلاء الكبار في بلوغ المربع الذهبي. الاستحواذ غير مجد لم يفرض المنطق نفسه في المونديال الروسي، والمنتخبات التي طبقت المبادئ الأساسية للعب خرجت مبكرا. إسبانيا التي ودعت من الدور ثمن النهائي لم ينفعها أسلوب لعبها الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة والذي قادها إلى ألقاب عدة. كما أن ألمانيا التي فقدت لقبها من الدور الأول، دفعت ثمن دفاعها العالي جدا. جازفت ألمانيا كثيرا، ولكن المشكلة بالنسبة إليها كانت اللمسة الأخيرة لإنهاء الهجمات. خلق لاعبوها الكثير من الفرص ولكن لم يسجلوا الكثير من الأهداف. وسقطوا في فخ الهجمات المرتدة، في حين أن فرنسا ومدربها ديدييه ديشامب تخلت طوعا عن الاستحواذ على الكرة، ولم تندفع إلى الهجوم مترجمة بشكل أكثر انتظاما للفرص التي سنحت لها على الرغم من قلتها. بعد إسقاط المنتخب الأرجنتيني وميسي في فخ التعادل (1/1) في الدور الأول، دافع المدرب الإيسلندي هيمير هالجريمسون عن خطته الدفاعية بقوله «من الأفضل بكثير اللعب بهذه الطريقة وتحقيق نتيجة جيدة بدلا من اللعب بطريقة أخرى وعدم تحقيق أي شيء». التفاني قال المدرب السابق لنانت رينالد دونويكس «بالنسبة للمنتخبات المحدودة فنيا، فإن احترام التنظيم الدفاعي يمكن أن يساهم في تحقيق نتيجة إيجابية»، مضيفا «بالطبع، يحتاج الأمر إلى ذكاء معين، تقنية معينة أيضا، ولكنه يتطلب أيضا الإرادة، والتفاني». هل ثمة منتخب يدل على ذلك؟ قال فان باستن «بالتأكيد كرواتيا التي تملك عباقرة في مجموعتها مثل القائد لوكا مودريتش، ولكن لديها عقلية حديدية»، مضيفا «إنهم مقاتلون يلعبون بطريقة جماعية». وبالنسبة للمدرب الصربي السابق بورا ميلوتينوفيتش، لاعبو كرواتيا يتمتعون «بكل الميزات». وأضاف ميلوتينوفيتش العضو أيضا في مجموعة الدراسات الفيفا «لقد خاضوا مباريات بالتمديد والجميع اعتقدوا أنهم سيكونون متعبين ولكن بفضل روحهم المعنوية، وحماسهم، ها هم في المباراة النهائية».