عند خروج الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو من كأس العالم، اتجهت الأنظار نحو البرازيلي نيمار ليصبح نجم البطولة. لكن البلجيكي إيدين هازارد، يخوض أقوى مسيرة نحو اللقب. ومساء الجمعة شهد نيمار نهاية مشوار البرازيل قبل الأوان، حين خسر الفريق، الذي يعج بالمواهب لكنه يعتمد بشكل مبالغ فيه على المستوى غير الثابت لمهاجمه البارز، 2/ 1 أمام بلجيكا الرائعة، وملهمها هازارد. وتمثل مباراة الدور قبل النهائي فرصة لمهاجم فرنسا الصاعد، كيليان مبابي (19 عاما)، ليبرهن على أنه أكثر موهبة مبهرة في البطولة، لكن سيخوض منافسة فردية في هذا المستوى أمام هازارد. فارق فني عند مواجهة نيمار الجمعة الماضي، كان الفارق واضحا لصالح هازارد داخل الملعب، وحمل كثيرون المهاجمين مسؤولية خروج البرازيل وخاصة نيمار، بداعي أنه يفسد العمل الجماعي للفريق، وعلى النقيض كان هازارد يكلل جهود بلجيكا. مهارات فردية استعرض هازارد مهاراته الفردية كثيرا أمام البرازيل، وتبين الإحصاءات أنه قام ب10 مراوغات ناجحة، وكان دوره محوريا في الهجمات المرتدة السريعة، التي أنهكت دفاع البرازيل، أو في تهدئة إيقاع اللعب للاستحواذ على الكرة، خاصة في الشوط الثاني. وأظهر هازارد أنه ليس مجرد جناح مراوغ، أو مهاجم ثان، بل يدرك جيدا الوقت المناسب للضغط الهجومي السريع، أو لإبطاء اللعب، ويتعين على فرنسا توخي الحذر أمام هازارد ورفاقه في الهجوم، خلال مواجهة الغد في سان بطرسبرج. وكانت اللحظة الفارقة في أمسية الجمعة، عندما سجل كيفن دي بروين هدفا من تسديدة رائعة، بعد هجمة مرتدة مذهلة، قادها روميلو لوكاكو صاحب تمريرة الهدف، وأثبت الهدف أن بلجيكا تستغل قدرات هازارد بشكل هائل، لكنها لا تعتمد عليه بمفرده.
9 لاعبين يملك فريق المدرب روبرتو مارتينيز، 9 لاعبين هزوا الشباك في البطولة، مع استبعاد الأهداف العكسية، ولا يتفوق عليها سوى إيطاليا في نسخة 2006، وفرنسا في 1982، عندما سجل 10 لاعبين من كل فريق، ولم تكن موهبة هازارد محل شك على الإطلاق، لكن تساءل البعض قبل البطولة، إن كان قادرا ذهنيا على التألق في بطولة كبرى.
تألق دائم كان أداء هازارد محبطا في كأس العالم الماضية بالبرازيل، وفي بطولة أوروبا قبل عامين، عندما خرجت بلجيكا من دور الثمانية، وفي روسيا كادت بلجيكا تواجه نفس المصير، بعد التأخر بهدفين أمام اليابان في دور ال16، لكن دور هازارد كان فعالا في الانتفاضة، وصنع هدف التعادل لمروان فيلايني، وربما لا يملك هازارد شخصية جذابة للأضواء، أو اسما قويا في عالم التسويق، لكن بالتأكيد سترتفع أسهمه في أوروبا، بعد مونديال 2018.