عاد الهدوء والحذر إلى قطاع غزة بعد ساعات من التصعيد الذي كاد أن يفجر القطاع لولا تدخل الجانب المصري، حيث ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ل«الوطن»، أن مصر سعت منذ بدء التصعيد في قطاع غزة أول من أمس إلى تحقيق تهدئة في القطاع، وذلك من خلال اتصالات أجرتها مع الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وبحلول ساعات ليل أول من أمس، أثمرت الجهود المصرية بالتوصل إلى تفاهمات غير موقعة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ فجر أمس. وتقوم التهدئة التي تسود القطاع على أساس «الهدوء مقابل الهدوء»، حيث أعلنت حركة حماس التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وصرح عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية، أنه «بعد أن نجحت المقاومة بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك تدخلت العديد من الوساطات خلال الساعات الماضية»، مضيفا «تم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في القطاع غزة، وسيلتزم الجانب الفلسطيني بالتفاهمات إذا التزم الاحتلال بها». استهدافات متبادلة يأتي ذلك في وقت قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أمس إنه «تم التوصل إلى تفاهمات غير مباشرة مع حركة حماس للتهدئة»، مبينا أنه تم استهداف إنتاج الطائرات المسيرة رباعية المراوح والقذائف الصاروخية وجهات أخرى تهدد إسرائيل - حسب قوله -. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن قصف عشرات المواقع في قطاع غزة خلال ساعات نهار وليل أول من أمس، لكن دون الإبلاغ عن إصابات بشرية. وبالمقابل قالت الفصائل الفلسطينية إنها أطلقت عشرات قذائف الهاون على مواقع إسرائيلية. ودعت الأممالمتحدة أول من أمس الطرفين إلى ضبط النفس، وتجنب التصعيد العسكري بعد إنذارات بتفجر الأوضاع في قطاع غزة. وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف «أشعر بقلق عميق إزاء إطلاق الصواريخ العشوائية من قبل النشطاء الفلسطينيين من غزة نحو المجتمعات في جنوب إسرائيل، هذه الهجمات غير مقبولة وتقوض الجهود الجدية التي يبذلها المجتمع الدولي لتحسين الوضع في غزة»، مضيفا «يجب على جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس وتجنب التصعيد ومنع الحوادث التي تهدد حياة الفلسطينيين والإسرائيليين». يذكر أن القمع الإسرائيلي للتظاهرات الفلسطينية السلمية خلال الأسابيع القليلة الماضية أدت إلى استشهاد 117 فلسطينيا وإصابة أكثر من 13 ألفا.