قرَّر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغَّر عدم التوسع في الرد على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع إن حركة حماس معنية بتصعيد الموقف رغم إعلانها الموافقة على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وعلى إسرائيل أن تعمل كل ما بوسعها من أجل تحقيق التهدئة. وتابع: "حماس تحاول جر إسرائيل إلى خوض معركة برية داخل قطاع غزة بهدف إضعافها دولياً لاسيما قبل توجه السلطة الفلسطينية لطلب العضوية في الأممالمتحدة الشهر القادم، مما يمكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر بمكانة إسرائيل دولياً". وكانت أطراف متعددة قد تحدثت ليل أول من أمس عن التوصل إلى هدنة عندما أعلن أحد مسؤولي حماس أن الفصائل المسلحة في قطاع غزة اتفقت على وقف إطلاق الصواريخ، إلا أن إسرائيل أعلنت سقوط 16 صاروخاً وقذيفة هاون على إسرائيل مساء أول أمس، وبالمقابل ردت إسرائيل بشن غارات جوية ليلية مستهدفة مجموعة لإطلاق الصواريخ. وجاءت تصريحات مسؤول حماس بعد إطلاق صواريخ وقذائف هاون على مدن وبلدات جنوب إسرائيل أول أمس بعد أن شنت إسرائيل ثلاث غارات على القطاع. ووردت تقارير عن وقوع إصابات دون سقوط قتلى من أي من الجانبين. ففي غزة أصيب فلسطينيان بجروح في غارات شنتها طائرات إسرائيلية فجر أمس عندما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية مجموعة ناشطين شرق الشجاعية. كما قصفت طائرات إسرائيلية مجموعة من الناشطين كانت تهم بإطلاق صاروخ، مما أدى إلى تدمير منصة إطلاق الصواريخ ونجاة أفراد المجموعة. في سياق متصل أعلنت الحكومة المقالة في قطاع غزة التوصل إلى تفاهم حول التهدئة، وقالت في بيان: "نؤكد ضرورة التزام الاحتلال الصهيوني بهذا الهدوء حيث أكدت الفصائل الفلسطينية للحكومة التزامها به ما التزم الاحتلال وتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد وفق المصلحة الوطنية العليا". مشيرة إلى أن التهدئة جاءت نتاج جهد مصري ومن الأممالمتحدة وقالت" نعبر عن الشكر العميق لمصر الشقيقة ونقدر عاليا الجهود التي قام جهاز المخابرات بقيادة معالي الوزير مراد موافي وإخوانه وانخراطهم المباشر في العمل من أجل وقف العدوان على غزة حيث أثبتت مصر بقيادتها حرصا عاليا على فلسطين وشعبها عبر عن عمق ومتانة العلاقة التاريخية والحالية ما بين شعبينا وأبرز روحا مصرية أصيلة في تبني قضايا الأمة عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة". من جانبه هدَّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك "بفصل رؤوس من يطلقون الصواريخ على إسرائيل عن أجسادهم"، ورجح أن يستمر التصعيد الأمني في قطاع غزةوجنوب إسرائيل أياماً معدودة. وقال باراك، في جولة بمدينة عسقلان مساء أول أمس إن الجيش الإسرائيلي نفَّذ في الأيام الأخيرة عشرات العمليات الهجومية فوق غزة. وفي تطورات أخرى أصيب 55 فلسطينياً بجروح فجر أمس في مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أحياء مختلفة من مدينة الخليل وبلداتها وقراها بالضفة الغربية. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الإصابات سببها الرصاص المطاطي والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والاعتداء عليهم بالضرب، وذلك أثناء مداهمات شنتها القوات الإسرائيلية على عدد من منازل المواطنين وإثر مواجهات متفرقة اندلعت بالمدينة. في القدس، شهدت ساحات المسجد الأقصى وبواباته مواجهات بين مئات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي أغلقت المسجد على المعتكفين. وقال مصدر مقدسي إن إسرائيل أغلقت فجر أمس باب العامود، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة في القدسالشرقية، تزامنا مع إغلاق المسجد الأقصى عقب تظاهرة ليلية حاشدة انطلقت من الباب ووصلت إلى شارع صلاح الدين، للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على غزة، وتصدت الشرطة للمظاهرة وفرقتها، واعتقلت عدداً من الشبان.