فيما شنت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر أمس ضربات ضد مواقع عسكرية وحكومية سورية ردا على قصف دوما بالغازات السامة، حملت الضربة أربعة اختلافات عن نظيرتها في أبريل 2017 ضد قاعدة الشعيرات العسكرية وسط سورية. أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال الساعات الأولى من فجر أمس، بدء هجوم ثلاثي يضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد أهداف عسكرية محددة تابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية له، منددا بدعم موسكو لنظام الأسد بطريقة قاسية، ومشيرا إلى أن الهجوم الكيماوي والرد العسكري تجاهه هما نتيجة لفشل روسيا في الوفاء بوعودها. وخلال كلمة الرئيس ترمب وجهت مقاتلات التحالف الثلاثي والمدمرات البحرية المتمركزة من بحر المتوسط، هجماتها على أهداف عسكرية للنظام، وسمعت أصوات انفجارات متتالية في قلب العاصمة دمشق، حيث أفاد شهود عيان بأن الضربات استمرت لنحو 45 دقيقة في دمشق ومحيطها. من جانبه، أعلن الجيش الروسي، أمس، أن التحالف الثلاثي أطلق 103 صواريخ عابرة وأرض -جو بعضها من طراز «توماهوك»، مشيرا إلى أن أنظمة الدفاع السورية تمكنت من اعتراض 71 منها. تجنب استهداف الروس أكد مراقبون أن التحالف الثلاثي تجنب استهداف المواقع العسكرية الروسية أو الجنود الروس المتمركزين في المواقع الميدانية، تجنبا للتصعيد العسكري مع روسيا. وأدانت روسيا وإيران الضربات الغربية على سورية، في وقت أكد ناشطون أن بنك الأهداف شمل مواقع تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني في محافظة حمص ودمشق. وعقب انتهاء كلمة ترمب بساعة، أعلن التحالف انتهاء الضربات العسكرية التي تم تنفيذها ضد برنامج السلاح الكيماوي السوري، وأكد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أن نظام الأسد لم يتلق الرسالة العام الماضي، وذلك في إشارة إلى الضربة الأميركية التي نفذت في أبريل 2017 ضد قاعدة الشعيرات العسكرية وسط سورية، ردا على هجوم كيميائي نفذه النظام السوري شمال غرب البلاد. وتابع ماتيس خلال مؤتمر صحافي «هذه المرة، ضربنا مع حلفائنا بشكل أقوى، ووجهنا رسالة واضحة للأسد ومعاونيه، يجب ألا يرتكبوا هجوما آخر بالأسلحة الكيميائية لأنهم سيحاسبون». الانعكاسات الدولية قالت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، في بيان أمس، إنه لم يكن هناك بديل عن استخدام القوة لمنع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن جميع الجهود الدبلوماسية أحبطت باستمرار. من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الضربات الفرنسية تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية، مشددا على عدم تساهل بلاده مع الاعتياد على استخدام تلك الأسلحة. ولقي نحو 40 شخصا مصرعهم إلى جانب إصابة 500 آخرين، جراء الهجوم الكيماوي الذي وقع في مدينة دوما قبل نحو أسبوع، حيث قال المسعفون إن القصف تم باستخدام الأسلحة الكيماوية. وتأتي الضربات العسكرية في وقت يتوقع أن تبدأ بعثة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي وصلت دمشق الجمعة عملها للتحقيق في التقارير عن الهجوم الكيميائي في دوما، التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية. وأعلنت المنظمة في بيان أمس، أن بعثتها ستواصل مهمة التحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض على مدينة دوما رغم الضربات الجوية الغربية في سورية.